الاثنين، 14 نوفمبر 2016

كتاب رمضان شهر العتق والغفران للشيخ محمد شرف الدين الكراديسي









رمضان شهر العتق والغفران

لفضيلة الشيخ
محمد بن عبدالله شرف الدين الكراديسي

الناشر
الأجيال المصرية




التواصل بين أجيال المبدعين رسالتنا

رمضان شهر العتق والغفران – محمد عبدالله شرف الدين 
الطبعة الأولي 2015
/2015
الناشر : الأجيال المصرية
رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية
إبراهيم عطية

رئيس التحرير
المراسلات :
15 شارع عبد القادر معوض متفرع من شارع طلعت
حرب - ( كورنيش بحر مويس )  – الزقازيق -  شرقية
E.mail: ebnatia21n@ yahoo.com










مقدمة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحمد لله الذى فتح فى شهر رمضان أبواب الجنة ، وجعل صومه وقاية وجُنة ، وجمل نهاره بفضيلة الصوم ، وزين ليله بسنة القيام ، فصلاة وسلاماً على خير الأنام البشير النذير والسراج المنير .
 ثم أما بعد...
أيها الصائمون ... ها نحن نستقبل شهر رمضان الذى يأتى وتأتى معه مواسم الخيرالتى يتيحها الله لعباده ليتزودوا منها ما استطاعوا فإن الشهور ليست بعدد أيامها ، ولا الأيام بعدد ساعاتها ولكن شهراً أُنزل فيه القرآن وفيه ليلة خير من ألف شهر ، لجدير بأن يتهيأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول رجب ، ولتكن فى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة .
فالصوم من أجَلِ الفرائض وأسماها ، وهو أحد أركان الإسلام ، ومن أجَلِ دعائم الإيمان ، فهو من القُربِ التى تُقَرِب العبد من ربه ومن الآداب الإسلامية الخالية من الرياء ، البريئة من الزهو والخُيلاء ، حيث لا يعلم بها إلا علام الغيوب سبحانه رب الأرض والسماء ، فالصوم يُهذبُ النفوس ، ويكفها عن الشهوات ، ويمنعها من البطر ، ويصدها عن الطغيان ، ويُبصرها بحقيقتها وضعفها وشدة احتياجها إلى الطعام الذى هو من بعض نعم الله عليها فتذل له تعالى وتتضائل أمام عظمته القاهرة .
ففى الصوم كسر للشهوة ، وقمع الشيطان بسد مسالكه وتضييق مجاريه .
قال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، فَضَيِّقُوا مَجَارِيَهُ بِالْجُوعِ "، ذَكَرَهُ فِي الْإِحْيَاءِ، قَالَ الْعِرَاقِيُّ: مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ صَفِيَّةَ بنت حيي دُونَ قَوْلِهِ: " فَضَيِّقُوا مَجَارِيَهُ بِالْجُوعِ "، يَعْنِي فَإِنَّهُ مُدْرَجٌ مِنْ كَلَامِ بَعْضِ الصُّوفِيَّةِ
وعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ:  قيل ليوسف عليه السلام: ( مَالَكَ تجوع وأنت على خزائن الأرض ؟ ، قال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع ). (ذكر فى كتاب محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء للأصفهانى ) .
فتعالى معى أخى الصائم لنبحر سوياً بسفينة الإيمان فى بحر عميق ألا وهو بحر الصوم لنرى ما فيه ونستخرج منه الغالى والنفيس ، فمع رمضان شهر العتق والغفران نعيش مع هذه النفحات سائلين الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال . اللهم آمين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .







شهر رمضان
شهر رمضان هو الشهر التاسع من شهور السنة وفق التقويم الهجري. سمي بهذا الإسم عام 412م على وجه التقريب. وذلك في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. واشتق اسمه من الرمض، وهوحر الحجارة من شدة حر الشمس، ذلك أنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها، فوافق رمضان أيام (رمض) الحر وشدته فسمي به، ووافق جمادى الأولى وجمادى الآخرة أيام تجمد الماء في الشتاء فسميا به، وهكذا كل شهور السنة الهجرية. والشهور العربية المعروفة حاليًا هي الأسماء التي وضعتها العرب المستعربة ولم يطرأ عليها تعديل أو تغيير منذ ما يربو على 19 قرنًا ..  وأول رمضان، هو أول يوم في الصيام ويستمر حتى نهاية الشهر الذي قد يكون 29 أو 30  يومًا، ويتوقف ذلك على الرؤية البصرية. وقد فرض الصوم في السنة الثانية من الهجرة. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه بغار حراء حتى قبل البعثة، ونزل الوحي أول مانزل في شهر رمضان وفيه الليلة المباركة المسماة بليلة القدرالتي نزل فيها القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام على الرسول صلى
الله عليه وسلم منجمًا على مدى ثلاثة وعشرين عامًا.
ومن فضائل هذا الشهر ليلة القدر، التي نزلت فيها سورة القدر، لعظم شأنها وقدرها، وليس لها تحديد دقيق، إنما تُتحرى في العشر الأواخر منه. وسمِّيت كذلك لما يُكتب فيها من الأقدار والأرزاق والآجال، وتكون في الأيام الوتر بدءًا من ليلة الحادي والعشرين. وبدخول رمضان تُفتح أبواب السماء وتغلق أبواب جهنم، وتصفّد الشياطين ويعتق الله عتقاء من النار كل ليلة. وفيه الإعتكاف في العشر الأواخر منه، ولا يصح إلا في المساجد، ويحرم في الإعتكاف الوطء أو الخروج إلا لضرورة ملحة.


فضل شهر رمضان
نداء إلى كل مسلم ومسلمة ، وصائم وصائمة ، يريدون أن يحققوا بالصيام تقواهم وأن يَصلوا قلوبهم وحياتهم بمولاهم ، أهمس إليهم بهذه النفحات ، وأرجوا منهم أن يكون شهر رمضان شهر ( التفنن ) فى الطاعات والمسارعة إلى الخيرات ، لا شهر ( التفنن ) فى المأكولات والمشروبات ، والغفلة أمام الملهيات .
ولقد جاء فى فضل الصيام ما جاء عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله عز وجل "الصوم لى وأنا أجزى به ، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلى ، والصوم جُنة ، وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك "
                             ( صحيح البخارى _ كتاب التوحيد برقم 8396 )
وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له " ( صحيح البخارى _ كتاب صلاة التراويح برقم 5781 ) .
  عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (في الجنّة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمى الريّان، لا يدخله إلا الصائمون) رواه البخاري ، وزاد النسائي: (فإذا دخل آخرهم أُغلق، من دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً).
                                ( وجاء فى صحيح مسلم _  كتاب الصيام برقم 7491 )  .
 وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها )، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: ( لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام ). ( رواه الترمذي ).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان ) ( رواه أحمد ).
وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا - عليه السلام - بخمس كلمات أن يعمل بهنّ، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فكاد أن يبطئ، فقال له عيسى : إنك قدُ أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهنّ ، وأن تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ ، فإما أن تبلغهنّ ، وإما أبلغهنّ . فقال له : يا أخي ، إني أخشى إن سبقتني أن أُعذّب أو يُخسف بي ، قال : فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس ، حتى امتلأ المسجد ، وقعد على الشُرَف ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنّ وآمركم أن تعملوا بهنّ – وذكر منهنّ - وآمركم بالصيام ، فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرّة من مسك في عصابة ، كلهم يجد ريح المسك ، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك  (  رواه أحمد ) .
وعن علقمة والأسود رضي الله عنهما قالا: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئا ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب ، من استطاع الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغضّ للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ) أى حصانة ووقاية وحماية . ( متفق عليه ).
وَرَوَى الإِمامُ أحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه».
انظروا أيها الإخوة الأكارم إلى هذا العطاء والكرم الرباني في هذا الشهرالمبارك .
 عباد الله:
لقد أظَلَّكم شهرٌ كريم، وموسمٌ عظيم، يُعَظِّمُ اللهُ فيه الأجرَ ويُجْزلُ المواهبَ، ويَفْتَحُ أبوابَ الخيرِ فيه لكلِ راغب، شَهْرُ رمضان شهر الخَيْراتِ والبركاتِ، شَهْرُ المِنَح والْهِبَات ، قال الله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة: 185
شهر رمضان شهرٌ مَحْفُوفٌ بالرحمةِ والمغفرة والعتقِ من النارِ، أوَّلُهُ رحمة، وأوْسطُه مغفرةٌ، وآخِرُه عِتق من النار. اشْتَهَرت بفضلِهِ الأخبار، وتَوَاتَرَت فيه الآثار .
فرمضان عبادُ الله فضله عظيم وخيره جزيل فاجتهدوا فيه بالطاعات ليرضى عنكم رب الأرض والسماء وتلحقوا بركب سيد الأصفياء والأتقياء وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وصحبه وآله وسلم .



شرائط وجوب الصوم
أيها الصائمون : الصوم شرعاً هو الإمساك عن شهوتى البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع تبييت النية .
والصيام واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام. فلا يصح من الكافر الأصلي ولا المرتد ولا يصح من حائض ولا نفساء، ولو صامتا حال وجود الدم فعليهما إثم وعليهما القضاء.
ولا يجب على الصبي، ولكن يجب على وليه أن يأمره به إن أكمل سبع سنين وأن يضربه على تركه إذا بلغ عشر سنين وتركه، وهو يطيقه، ولا يجب عليه القضاء إن أفطر.
وكذلك لا يجب على المجنون ولا قضاء عليه، ولا على المريض الذي يضره الصوم ولا المسافر سفرًا طويلاً وعليهما القضاء.
ولو صام المريض والمسافر صح منهما، وإذا ضرهما حُرمَ عليهما.
والمسافر الذي يريد الإفطار في اليوم الأول من سفره عليه أن يخرج من بلده قبل طلوع الفجر. ولا يجب على العجوز الفاني مخافة التلف والموت.


كيف يتم الصوم على الوجه الأكمل ؟
لا يتم الصوم على الوجه الأكمل إلا بستة أمور هى :
الأول: أن يغض بصره عن الحرام وعن كل ما يشغل القلب ويلهى عن ذكر الله .
الثانى : حفظ اللسان عن كل لغو وهذيان وخصومة ومراء وفحش وغيبة ونميمة وكذب وقول الزور والبهتان ، وإلزامه السكوت ، وشغله بذكر الله وتلاوة القرآن .
الثالث : أن يكف سمعه عن الإصغاء إلى مكروه أو محرم ، لأن كل ما حُرمَ قوله حُرمَ الإصغاء إليه ، والمستمع فى الخير شريك فى ثوابه والمستمع فى الإثم شريك فى إثمه إن رضى به ولم ينكره .
الرابع : كف بقية الجوارح عن الآثام فلا يمشى برجله إلى ضرر أو فحشاء ويتقى الله فى قلبه فيطهره من الغل والحقد والحسد والبغضاء ، ويكف بطنه عن أكل الحرام والشبهات وقت الإفطار .
الخامس : أن لا يكثر من النوم بالنهار ، ولا يكثر من الأكل الحلال عند فطره حتى يمتلئ فالجوع يذكرك بالفقراء والمساكين ويجعلك نشيطاً فى العبادة ولا تتكاسل ولا تتثاقل عن القيام بفرائض الله والجوع له فوائد إيمانية عظيمة ، أما الشبع فيقسى القلب ويعميه ويَحُولُ بين العبد وبين الذكر والفكر ، فما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه .
السادس : أن يكون قلبه بعد الإفطار مضطرباً بين الخوف والرجاء إذ ليس يدرى أيقبل منه صومه فيكون من المقربين ، أو يرد عليه فيكون من المبعدين الممقوتين .


أركان الصيام
- النية وتوجب الإستعداد للصوم والعزم على ترك المفطرات كلها ولابد أن تتم فى الليل .
- الإمساك عن كل المفطرات من قبل طلوع الفجر وحتى غروب الشمس .





مبطلات الصوم
ما يبطل الصيام قسمان:
ما يبطله ويوجب القضاء، وما يبطله ويوجب القضاء والكفارة.
 أما ما يبطله ويوجب القضاء فقط ما يأتي:
* الأكل والشرب عمداً
فإن أكل ناسياً أو مخطئاً أو مُكرهاً فلا قضاء عليه ولا كفارة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من نَسِيّ - وهو صائم - فأكل أو شرب ، فليُتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه  ( رواه الجماعة )
وروى اِبْن خُزَيْمَةَ (1999) عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَنْ أَفْطَرَ فِي شَهْر رَمَضَان نَاسِيًا فَلَا قَضَاء عَلَيْهِ وَلا كَفَّارَة ) حسنه الألباني في صحيح ابن خزيمة .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ اللهَ وَضَعَ عنْ أُمَتي الخَطَأ والنِسيانَ ، ومَا اسْتُكرهوا عليه " رواه ابن ماجة والطبراني والحاكم
* القيء عمداً
فإن غلبه القيء فلا قضاء عليه ولا كفارة
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من ذَرَعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فَلْيَقض "
                                   رواه الحاكم وأبو داودوالترمذي وابن ماجة
توضيح: ذَرّعه القيء أي غلبه، استقاء أي تعمد القيء واستخراجه
* الحيض والنفاس
 ولو في اللحظة الأخيرة قبل غروب الشمس وهذا مم أجمع عليه العلماء
* الإستمناء
وهو تعمد إخراج المَني بأي سبب كان، سواء كان بسبب تقبيل الرجل لزوجته أو ضمّها إليه، أو كان باليد، فهذا يبطل الصوم ويوجب القضاء.
وكذلك المذي لا يؤثر في الصوم قلَّ أو كثر
* تناول ما لا يُتغذى به
من المنفذ المعتاد إلى الجوف مثل تعاطي الملح الكثير فهذا يُفطِّر في قول عامة أهل العلم.
* من نوى الفطر وهو صائم
من نوى الفطر وهو صائم بطل صومه وإن لم يتناول مفطراً ، فإن النية ركن من أركان الصيام ، فإذا نقضها قاصداً الفطر ومتعمداً له انتقض صيامه لا محالة
إذا أكل أو شرب أو جامع ظاناً غروب الشمس أو عدم طلوع الفجر فظهر خلاف ذلك فعليه القضاء ، عند جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة وذهب إسحاق وداود وابن حزم وعطاء وعروة والحسن البصري إلى أن صومه صحيح ولا قضاء عليه .
لقوله تعالى :" وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ  وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿الأحزاب : أية : ٥﴾
 ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنَّ اللهَ وَضَعَ عنْ أُمَتي الخَطَأ والنِسيانَ ، ومَا اسْتُكرهوا عليه " رواه ابن ماجة والطبراني والحاكم
وروى البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: أفطرنا يوماً من رمضان، في غيم، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس .
أما ما يبطله ويوجب القضاء والكفارة .
* الجماع
 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله. قال : وما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان ، فقال : هل تجد ما تعتق رقبة ؟ قال: لا. قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال: لا. قال : فهل تجد ما تطعم ستين مسكيناً ؟ قال : لا . ثم جلس، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر. فقال: تصدق بهذا، فقال: أعلى أفقر منا ؟ فما بين لا بتيها أهل بيت أحوج إليه منا ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه . ثم قال : اذهب فأطعمه أهلك ).
 رواه السبعة واللفظ لمسلم.
توضيح:
بِعَرَقٍ مكيال يسع 15 صاعاً
لابتيها جمع لابة وهي الأرض التي فيها حجارة سود ، والمراد ما بين أطراف المدينة أفقر منا .
ومذهب الجمهور :
أنّ المرأة والرجل سواء في وجوب الكفارة عليهما ما داما قد تعمدا الجماع ، مختارين في نهار رمضان ناويَيْن الصيام .
فإن وقع الجماع نسياناً أو لم يكونا مختارين ، بأن أكرها عليه ، أو لم يكونا ناويين الصيام قلا كفارة على واحد منهما.
فإن أُكرهت المرأة من الرجل أو كانت مفطرة لعذر وجَبَت الكفارة عليه دونها .
ومذهب الشافعي:
أنه لا كفارة على المرأة مطلقاً ، لا في حالة الإختيار ، ولا في حالة الإكراه ، وإنما يلزمها القضاء :
 قال النووى : والأصح - على الجملة - وجوب كفارة واحدة عليه خاصة , عن نفسه فقط , وإنه لاشىء على المرأة , ولا يلاقيها الوجوب , لأنه حق مال مختص بالجماع , فاختص به الرجل , دون المرأة كالمهر .
 قال أبو داود : سُئل أحمد عمن أتى أهله فى رمضان , أعليها كفارة ؟
قال ماسمعنا أن على امرأة كفارة .
قال في المغني
ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الواطئ في رمضان أن يعتق رقبة، ولم يأمر في المرأة بشيء، مع علمه بوجود ذلك منها أ.هـ
والكفارة على الترتيب المذكور في الحديث في قول جمهور العلماء .
فيجب العتق أولاً فإن عجز عنه صام شهرين متتابعين ليس فيهما رمضان ولا أيام العيدين والتشريق ، فإن عجز عنه أطعم ستين مسكيناً من أوسط ما يطعم منه أهله وأنه لا يصلح الإنتقال من حالة إلى أخرى إلا إذا عَجزَ عنها ، ورواية لأحمد أنه مُخير بين هذه الثلاث فأيهما فعل أجزأ عنه ، لما روي عن مالك وابن جرير عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أفطر في رمضان فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم إما يُكَفِّرَ بعتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً . رواه مسلم ، وأو تفيد التخيير .
ولأن الكفارة بسبب المخالفة فكانت على التخيير ككفارة اليمين .
قال الشوكاني :
وقد وقع في الروايات ما يدل على الترتيب والتخيير والذين رأوا الترتيب أكثر ومعهم الزيادة
ومن جامع عامداً في نهار رمضان ولم يُكفِّر ثم جامع في يوم آخر فعليه كفارة واحدةعند الأحناف ورواية عن أحمد لأنها جزاء عن جناية تكرر سببها قبل استيفائها فتتداخل .
وقال مالك والشافعي ورواية عن أحمد عليه كفارتان ، لأن كل يوم عبادة مستقلة فإذا وجبت الكفارة بإفساده لم تتداخل كرمضانين .
وقد أجمعوا على أن من جامع في نهار رمضان عامداً وكَفَّرَ ثم جامع في يوم آخر فعليه كفارة أخرى.
وكذلك أجمعوا على أن من جامع مرتين في يوم واحد ولم يكفِّر عن الأولى أن عليه كفارة واحدة، فإن كفَّر عن الجماع الأول لم يُكفِّر ثانياً عند جمهور الأئمة .
وقال أحمد عليه كفارة ثانية:
المصدر ....فقه السُنَّة / السيد سابق / المجلد الأول/ باب الصيام، بتصرف


                   الأعذار المبيحة للفطر
رَفْعُ الحرج، وعدم إلحاق الضرر والمشقة بالمكلف من المقاصد الأساسية التي رعتها الشريعة، وتظافرت عليها أدلة الكتاب والسنة .
وفي ذلك يقول تعالى: { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ } (البقرة:185).
ويقول سبحانه: { يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً } (النساء:28)، ويقول: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } (الحج:78) .
ويقول صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) رواه البيهقي وغيره.
وقد قرر أهل العلم استناداً إلى هذه النصوص عدداً من القواعد الفقهية، التي تفيد رفع الحرج وإزالة الضرر والمشقة عن المكلف؛ من ذلك قولهم: "المشقة تجلب التيسير"، وقولهم: "الضرر مدفوع شرعاً"، وقولهم: "الأمر إذا ضاق اتسع"، ونحو ذلك مما أصله الفقهاء في قواعدهم الفقهية.
وصيام رمضان وإن كان فرضاً على كل مكلف عاقل بالغ، إلا أن هناك بعض العوارض والأعذار التي قد تطرأ على المكلف، فتصرف عنه حكم الوجوب، ويباح له الفطر حينئذ، وربما وجب في حقه كما في حالات معينة، وهذه العوارض هي ما يعرف بـ "رخص الفطر" أو "الأعذار المبيحة للفطر" ومنها:
أولاً: المرض
والمرض تغير يطرأ على الإنسان يخرجه عن طبيعته السوية، وهو من الأعذار المبيحة للفطر لقوله تعالى: {فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر} (البقرة:184)، وضابط المرض المبيح للفطر هو المرض الذي يخاف معه الضرر والهلاك، أو يلحق به مشقة شديدة تزيد في مرضه، أو تؤخر برءه وشفاءه، فهذا هو الذي يجوز الفطر معه، ويقضي ما أفطره عند زوال عذره، أما المرض الذي لا يلحق الصائم معه ضرر أو مشقة، كمن به وجع ضرس أو أصبع أو نحو ذلك فلا يرخص له في الفطر.
ثانياً: الكِبَرْ
الشيخ الكبير والمرأة العجوز يرخص لهما في الفطر، لعدم القدرة على الصيام، ولا قضاء عليهما إذا كان الصيام يشق عليهما مشقة شديدة في جميع فصول السنة، وعليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكيناً، لقوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} (البقرة:184)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الآية ليست منسوخة، وهي للشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا"، ومثلهما المريض مرضاً لا يرجى برؤه، ويشق عليه الصوم، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً.
ثالثاً: الحمل والرضاعة
اتفق الفقهاء على أنه يباح للحامل والمرضع الإفطار إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى والمرضع الصوم) رواه النسائي وغيره، ويجب عليهما قضاء ما أفطرتا من أيام أخر، حين يتيسر لهما ذلك، ويجب التنبه هنا أن مجرد الحمل والرضاعة لا يبيحان الفطر في رمضان، وإنما الذي يبيح الفطر هو خوف الحامل والمرضع على نفسها أو ولدها.
رابعاً: السفر
المسافر إذا لم يقصد بسفره التحيل على الفطر، فإنه يرخص له فيه، لقول الله تعالى: {فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر} (البقرة:184)، ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتقدم: (إن الله وضع عن المسافر الصوم)، والسفر المبيح للفطر هو السفر الطويل الذي تقصر فيه الصلاة الرباعية، ويجب عليه القضاء بعد ذلك، وهو مخير في سفره بين الصوم والفطر، لقول أنس رضي الله عنه كما في "الصحيحين": "سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم"، وفي "صحيح مسلم" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كانوا يرون أن من وجد قوة فصام، فإن ذلك حسن، وأن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن".
فالمسافر إذا سافر مسافة قصر قدرها تسعة وثمانون كيلو متر أبيح له الفطر ، رغم أن هناك خلاف في عصرنا الحالي في ذلك بسبب وسائل المواصلات المريحة .
خامساً: دفع ضرورة
يرخص الفطر - وربما يجب - لدفع ضرورة نازلة، كإنقاذ غريق، أو إخماد حريق، ونحو ذلك، إذا لم يستطع الصائم دَفْع ذلك إلا بالفطر، ويلزمه قضاء ما أفطره، ودليل ذلك عموم الأدلة التي تفيد رفع الحرج ودفع الضرر، والقاعدة أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومثله ما لو احتاج إلى الفطر للتقوي على الجهاد في سبيل الله، وقتال العدو، فإنه يفطر ويقضي ما أفطر، سواء كان ذلك في السفر أو في بلده إذا حضره العدو، وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "سافَرْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى مكةَ ونحنْ صيامٌ فنَزلْنا منْزلاً، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم) فكانت رخصة، فمنا من صام ومنا من أفطر. ثم نزلنا منزلاً آخر، فقال: (إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا) وكانت عَزَمَة، فأفطرنا".
هذه هي أهم الأعذار المبيحة للفطر شرعها الرؤوف الرحيم بعباده، رفعاً للحرج عن العباد، ودفعاً للضرر والمشقة عنهم، منها ما يُلْزم صاحبها بقضاء الأيام التي أفطرها كما في حق المسافر، والمرضع، والحامل، والمريض مرضاً يُرجى شفاؤه، ومنها ما لا يلزمه قضاء تلك الأيام كما في حق الكبير، والمريض مرضاً لا يرجى شفاؤه، وإنما تلزمهم الفدية فقط، وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطروه، وأما الفطر في رمضان من غير عذر فهو من كبائر الذنوب التي ورد الوعيد الشديد تجاه مرتكبها.

حكم الإفطار عمداً فى رمضان
إن كان الإفطار بعذر فلا خلاف في أن القضاء يكون يوما مكانه فإن أدركه رمضان التالي ولم يكن قد قضاه فإنه يصوم عن كل يوم يوماً ويفدي طعام لفقير أو مسكين, أما إن كان الإفطار عمدا ودون عذر فبداية هذا ذنب عظيم لا يكفره صيام الدهر إن صامه .
وقد قرر عبدالله بن مسعود وعلى بن أبى طالب ( رضى الله عنهما ) أن من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر ولا مرض لا يقضه صوم الدهر . وذلك مصداقاً لما رواه البخارى أنه صلى الله عليه وسلم قال : " من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه "، أما من حيث القضاء فإن كان الإفطار بجماع فقد اتفقت كلمة الفقهاء إن فيه الكفارة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا أما إن كان الإفطار بغير الجماع فقد ذهب المالكية والأحناف إلي أن فيه الكفارة كسابقه لانتهاك حرمة الشهر كعلة منضبطة في نظرهم أوجبت الكفارة أما الجمهور ومنهم الشافعية والحنابلة فقالوا إن فيه القضاء وإن الكفارة إنما تكون كمن أفطر بالجماع فقط وكلا الرأيين يستند لنفس حديث الرجل الذي جامع امرأته في نهار رمضان, فمن تأخر في القضاء حتى آتاه رمضان التالي فإنه يخرج فدية طعام مسكين مع صيام ويكون إطعامه من أوسط ما يطعم أهله وقدره بعضهم بمد من طعام وقدره آخرون بنصف صاع والصاع قرابة 2.25 كيلو جرام تقريبا, ولا يشترط التتابع في القضاء بل له أن يصوم ما عليه مفرقا حسب ما يطيق .
فالمنتهكون لحرمات رمضان قد ملئوا أرجاء البلاد ، وتجاهروا بمنكرهم وإفطارهم ولم يستحيوا من الناس ولا من رب الناس .
وكثيراً من الضالين يجاهرون بإفطارهم فى الطرقات والأسواق ومتاجرهم ، ولم تأخذهم الخشية من الله المنتقم القهار ، ولم يرعوا حرمة هذا الشهر المبارك ، ومجاهرتهم هذه ذنب آخر غيرذنب الإفطار ... فلا قانون يردع المجاهرين ، ولا وازع يزع المستخفين ، ولا تشريع يصون الدين من عبث العابثين ... ألا يكون ذلك أية الهلاك والدمار .
فأقول لهم ... اتقوا الله أيها المجاهرون واعلموا أن الله تعالى يمهل ولا يهمل..



ما يستحب للصائم
يستحب للصائم في رمضان ما يلي:
1- تعجيل الإفطار: ويستحب للصائم تعجيل الإفطار, فقد رغب في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, بقوله وفعله.
ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر". (متفق عليه من حديث سهل بن سعد, كما في اللؤلؤ والمرجان: 667).
وإنما أُحب التعجيل لما فيه من التيسير على الناس, وكره التأخير لما فيه من شبهة التنطع والغلو في الدين, والتشبه بأهل الأديان الأخرى الذين كانوا يغلون في دينهم.
فعن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر, لأن اليهود والنصارى يؤخرون". (رواه أبو داود في الصوم (2353), وابن ماجه (1698), وابن (2060), والحاكم (1/431) وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي).
ومعنى التعجيل: أنه بمجرد غياب قرص الشمس من الأفق يفطر. وفي الحديث الصحيح: "إذا أقبل الليل من ههنا, وأدبر النهار من ههنا, وغربت الشمس, فقد أفطر الصائم". (متفق عليه من حديث عمر, اللؤلؤ: 668).
ويكفيه في ذلك أن يغلب على ظنه غروبها, فالظن الغالب يكفي في هذه الأمور, كما في القبلة وغيرها, وقد أفطر المسلمون في عهده عليه الصلاة والسلام, وهو معهم, ثم طلعت الشمس.
وكان من سنته العملية عليه الصلاة والسلام: ما رواه أنس خادمه: أنه كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي, فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات, فإن لم تكن حسا حسوات من ماء. (رواه أحمد (3/164), وأبو داود (2356), والترمذي (696).
ويقول أيضا: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة المغرب حتى يفطر, ولو على شربة ماء. (رواه أبو يعلى وقال الهيثمي في (المجمع): رجاله رجال الصحيح (3/155) وابن خزيمة (2063, وابن حبان (3495).
وقال عليه الصلاة والسلام: "من وجد التمر فليفطر عليه, ومن لم يجد التمر فليفطر على الماء, فإن الماء طهور". (رواه عبد الرزاق في مصنفه (7586), وأحمد (4/17-18), وأبو داود (2355), والترمذي (694), وابن ماجه (1699), وابن خزيمة (2067), وابن حبان (893), والحاكم (1/431-432), وصححه ووافقه الذهبي .
 والأمر هنا للإستحباب عند الفقهاء كافة, إلا أن ابن حزم شذ, فجعله للوجوب على أن قاعدته, وأوجب الفطر على التمر إن وجده, وإلا فالماء.
والبلاد التي لا يوجد فيها الرطب أو التمر, يغني عنها بعض الفواكه الأخرى أو شيء من الحلو.
وينبغي أن يلزم الإعتدال في تناول الطعام, فلا يسرف ويكثر إلى حد التخمة, فيضيع حكمة الصيام الصحية, كما يفعله كثير من الصائمين.
2- السحور وتأخيره:
ومما سنة النبي صلى الله عليه وسلم للصائم أن يتسحر , وأن يؤخر السحور.
والسحور: ما يؤكل في السحر, أي بعد منتصف الليل إلى الفجر, وأراد بذلك أن يكون قوة للصائم على احتمال الصيام, وجوعه وظمئه, وخصوصا عندما يطول النهار.
ولذا قال: "تسحروا فإن في السحور بركة". (متفق عليه, اللؤلؤ والمرجان (665).
وفيه تمييز كذلك لصيام المسلمين عن غيرهم, وفي الصحيح: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب: أكلة السحر". (مسلم (1096), وأبو داود (2343), والنسائي (2168), والترمذي (907), عن عمر بن العاص).
والأصل في السحور أن يكون طعاما يؤكل, ولو شيئا من التمر, وإلا فأدنى ما يكفي شربة من ماء.
روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: "السحور كله بركة, فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء, فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين". (قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه أحمد, وإسناده قوي, وحسنه الألباني في الجامع الصغير (3683), عند ابن حبان (883-884), من حديث ابن عمر: "تسحروا ولو بجرعة ماء").
ومن بركة السحور: أنه – بجوار ما يهيئه للمسلم من وجبة مادية – يهيئ له وجبة روحية, بما يكسبه المسلم من ذكر واستغفار ودعاء, في هذا الوقت المبارك, وقت السحر الذي تنزل فيه الرحمات, عسى أن يكون من المستغفرين بالأسحار.
ومن السنة تأخير السحور, تقليلا لمدة الجوع والحرمان, قال زيد بن ثابت: تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم, ثم قمنا إلى الصلاة, فسأله أنس: كم بينهما؟ قال: قدر خمسين آية. (متفق عليه, اللؤلؤ والمرجان(666).
وقوله تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ... }[البقرة:187] . يفيد جواز الأكل إلى أن يتبين الفجر.
ومن شك هل طلع الفجر أم لا, جاز له أن يأكل ويشرب حتى يستيقن, وهكذا قال حبر الأمة ابن عباس: كُلْ ما شككت حتى تستيقن.
ونقله أبو داود عن الإمام أحمد: أنه يأكل حتى يستيقن طلوعه.
بل روى أحمد والنسائي وابن ماجه عن حذيفة قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النهار, إلا أن الشمس لم تطلع. (ذكره ابن كثير في تفسيره (1/222).
وحمله النسائي على أن المراد قرب النهار.
عن أبي هريرة مرفوعا: "إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه". (رواه الحاكم وصححه على شرط مسلم, ووافقه الذهبي (1/426).
وعن عائشة: أن بلالاً كان يؤذن بليل, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم: فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر".(البخاري في الصوم).
ومن هنا نعلم أن الأمر في وقت الفجر ليس بالدقيقة والثانية كما عليه الناس اليوم, ففي الأمر سعة ومرونة وسماحة, كما كان عليه الكثير من السلف الصالح من الصحابة والتابعين.
وما تعوده كثير من المسلمين من الإمساك مدة قبل الفجر من قبيل الاحتياط مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, وكتابه ذلك في الصحف والتقاويم والإمساكيات مما ينبغي أن ينكر.
3- التنزه عن اللغو والرفث والجهل والسب:
وينبغي للصائم أن يزداد حرصا على التنزه عن اللغو والرفث والصخب والجهل والسب والشتم.
وهذا شأن المؤمنين في كل وقت وحال, كما قال تعالى في وصف المؤمنين المفلحين: { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } [المؤمنون: 3], وفي وصف عباد الرحمن: { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً } [الفرقان: 63], ولكن هذا آكد في حال الصيام.
وقد قال عليه الصلاة السلام: "الصيام جُنة, وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب (وفي رواية: ولا يجهل) فإن سابه أحد أو قاتله, فليقل: إني امرؤ صائم" (متفق عليه, اللؤلؤ والمرجان (706-707) وفي رواية: مرتين.
والرفث: الكلام المتعلق بالنساء وأمور الجنس, وقيل: الفحش في الكلام عامة, والصخب: الصياح ورفع الأصوات, شأن الجهال, وهذا معنى (ولا يجهل).
ومن آداب الصائم أن يدفع السيئة بالحسنة, وأن يقول لمن سبه أو شتمه: إني صائم, يقول ذلك بقلبه ولسانه, يخاطب بذلك نفسه ليلجمها بلجام التقوى, ويخاطب بذلك شاتمه ليكف شره, ويطفئ غضبه بماء الحلم والدفع بالتي هي أحسن.
وأولى بالتنزه من اللغو والرفث والصخب: الكذب والزور والغيبة والنميمة ونحوها من آفات اللسان, التي تأكل الحسنات كما تأكل النار الخطب.
والصيام المقبول حقا هو الذي يصوم فيه اللسان والجوارح, عن معصية الله كما يصوم البطن عن الطعام والشراب, والفرج عن مباشرة النساء.
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث" (رواه الحاكم وصححه على شرط مسلم, ووافقه الذهبي (1/430).
وقال أيضا: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع" (رواه النسائي وابن ماجه والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري كما في المجموع للنووي (6/356), وانظر: المستدرك (1/431).



4- قيام ليالي رمضان وصلاة التراويح
فرض الله تعالى صيام أيام رمضان، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام لياليه. عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه" (متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان -435).
ومعنى (إيمانًا): أي تصديقًا بوعد الله تعالى، ومعنى (احتسابًا): أي طلبًا لوجه الله تعالى وثوابه.
ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان.
والتراويح: هي تلك الصلاة المأثورة التي يؤديها المسلمون جماعة في المسجد، بعد صلاة العشاء.
وقد سَنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين صلى بأصحابه ليلتين، أو ثلاثًا ثم تركها خشية أن تفرض عليهم، وكان بالمؤمنين رحيمًا، فصلاها الصحابة فرادى، حتى جمعهم عمر على الصلاة خلف أُبي بن كعب.
روى البخاري عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل. ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعمت البدعة هذه! والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون. يعنى آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله (رواه البخاري في كتاب التراويح).
وقول عمر: (نعمت البدعة هذه) لا يعني بها (البدعة الدينية) التي يراد بها استحداث أمر في الدين لايندرج تحت أصل شرعي، إنما يراد بها المعنى اللغوي للبدعة، باعتبار أنها أمر لم يكن في عهده، ولا عهد أبي بكر من قبل.
ولكنه وافق الهدي النبوي، حيث قرر النبي صلى الله عليه وسلم، صلاة أصحابه وراءه ثلاث ليال في المسجد، ولولا خشية افتراضها عليهم وعجزهم عنها، لاستمر في الصلاة بهم، وقد زالت هذه الخشية، بإكمال الدين وانقطاع الوحي، واستقرار الشرع.
ولهذا ذهب الجمهور إلى سنية صلاة التراويح في الجماعة، بل ذهب الطحاوي من الحنفية إلى وجوبها على الكفاية (فتح الباري 156/5 ط. الحلبي).
ولم تذكر رواية البخاري عدد الركعات التي كان يصلى بها أُبي بن كعب، وقد اختلف في ذلك ما بين إحدى عشرة، وثلاث عشرة، وإحدى وعشرين. أي مع الوتر قال الحافظ: ويحتمل أن يكون ذلك الاختلاف بحسب تطويل القراءة وتخفيفها فحيث يطيل القراءة تقل الركعات وبالعكس.
وقد ورد أنهم كانوا يقرأون بالسور الطوال، ويقومون على العصي من طول القيام.
وفي إمارة عمر بن عبد العزيز بالمدينة، كانوا يقومون بست وثلاثين ركعة ويوترون بثلاث.
قال مالك: وهو الأمر القديم عندنا.
وقال الشافعي: رأيت الناس يقومون بالمدينة بتسع وثلاثين، وفي مكة بثلاث وعشرين، وليس في شيء من ذلك ضيق.
وعنه قال: إن أطالوا القيام وأقلوا السجود (أي عدد الركعات) فحسن، وإن أكثروا السجود وأخفوا القراءة، فحسن، والأول أحب إليَّ.
وصلى بعض السلف أربعين غير الوتر (انظر في هذا كله: فتح الباري -157/5 ط. الحلبي).
ولا تضييق في ذلك كما قال الإمام الشافعي، ولا ينبغي أن ينكر بعض الناس على بعض في ذلك، مادامت الصلاة تأخذ حقها من الطمأنينة والخشوع.
فمن صلى بإحدى عشرة، فقد اهتدى بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قالت عائشة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان، ولا في غيره، على إحدى عشرة ركعة (رواه البخاري وغيره).
وعن جابر: أنه عليه الصلاة والسلام - صلى بهم ثماني ركعات، ثم أوتر أي بثلاث.
ومن صلى بثلاث وعشرين، فله أسوة بما كان في عهد عمر، كما رواه غير واحد، وقد أمرنا باتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين.
ومن صلى بتسع وثلاثين أو إحدى وأربعين، فله أسوة بما كان عليه العمل في المدينة في خير قرون الأمة، وقد شاهده إمام دار الهجرة، وقال: وعلى هذا العمل من بضع ومائة سنة.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلمات جامعة نافعة في بيان مشروعية صلاة التراويح بأي من الأعداد المروية فيها، قال رضي الله عنه:
(ثبت أن أُبي بن كعب كان يقوم بالناس عشرين ركعة في رمضان، ويوتر بثلاث فرأى كثير من العلماء أن ذلك هو السنة، لأنه قام بين المهاجرين والأنصار، ولم ينكره منكر.
واستحب آخرون تسعًا وثلاثين ركعة، بناء على أنه عمل أهل المدينة القديم.
وقالت طائفة: قد ثبت في الصحيح عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة، واضطربوا في الأصل لما ظنوه من معارضة الحديث الصحيح لما ثبت من سنة الخلفاء الراشدين وعمل المسلمين.
والصواب أن ذلك جميعه حسن، كما نصَّ على ذلك الإمام أحمد، وأنه لا يوقت في قيام رمضان عدد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت فيه عددًا، وحينئذ فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يطيل القيام بالليل، حتى قد ثبت عنه في الصحيح من حديث حذيفة: أنه كان يقرأ في الركعة بالبقرة والنساء وآل عمران، فكان طول القيام يغني عن تكثير الركعات.
وأُبي بن كعب لما قام بهم وهم جماعة واحدة، لم يمكن أن يطيل بهم القيام فكثر الركعات، ليكون ذلك عوضًا عن طول القيام، وجعلوا ذلك ضعف عدد ركعاته فإنه كان يقوم بالليل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، ثم بعد ذلك كان الناس بالمدينة ضعفوا عن طول القيام، فكثروا الركعات، حتى بلغت تسعًا وثلاثين).
أما أي هذه الأعداد أفضل؟ فقد قال شيخ الإسلام:
والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين، فإن كان فيهم احتمال لطول القيام بعشر ركعات وثلاث بعدها، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره، فهو الأفضل، وإن كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين أفضل فهو الذي يعمل به أكثر المسلمين، فإنه وسط بين العشرين وبين الأربعين، وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك، ولا يكره شيء من ذلك، وقد نص على ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد وغيره، ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد مؤقت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا يزاد ولا ينقص منه فقد أخطأ) أ.هـ..
5- اغتنام أيام رمضان في الذكر والطاعة والجود
رمضان موسم من مواسم الخير، تضاعف فيه الحسنات، وترجى فيه المغفرة، وتزداد فيه الرغبة في الخير، والمحروم حقًا من حرم في هذا الشهر رحمة الله عز وجل.
وإنما تُنال رحمة الله تعالى بالإقبال عليه، والإجتهاد في ذكره وشكره، وحسن عبادته.
وقد ابتُلينا ببعض المسلمين الذين يقضون النهار في منام، والليل في طعام ويضيعون فرصة التزود من هذا الشهر الكريم.
في الحديث الصحيح: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين" (متفق عليه عن أبي هريرة، اللؤلؤ والمرجان -656).
وفي طريق لعبد الرزاق وغيره: "وينادي فيه مناد: يا باغي الخير، هَلُمّ، ويا باغي الشر أقصر" (عبد الرزاق -7386، وابن خزيمة -1883، ورواه الحاكم بنحوه، وقال: صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي -421/1).
ومن ألوان الطاعة في هذا الشهر: الإكثار من ذكر الله تعالى، والإستغفار والدعاء وتلاوة القرآن الكريم، والحرص على الصلاة في الجماعة.
وهذا مُستحب للمسلم في كل وقت، ولكنه في رمضان أكثر استحبابًا، حتى لا يتسرب منه الشهر الكريم يومًا بعد يوم، دون أن ينال حظه فيه من المغفرة والعتق من النار، ولله كل ليلة فيه عتقاء من النار.
وقد روى كعب بن عجرة وغيره: أن جبريل عليه السلام دعا على من أدرك رمضان فلم يغفر له، وأمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي -154/4، وقال الهيثمي في المجمع -166/10: رواه الطبراني ورجاله ثقات).
ومن أهم ما ينبغي للصائم الحرص عليه في رمضان: الجود وفعل الخير، وبذل المعروف للناس، وإطعام الطعام.
فهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
                                                 (رواه البخاري في الصوم وفي بدء الوحي).
ومن هنا اعتاد المسلمون من قديم مد الموائد لتفطير الصائمين في رمضان، لما فيها من الثواب الجزيل.
6- الدعاء طوال النهار وخصوصًا عند الإفطار:
يستحب للصائم أن يرطب لسانه بذكر الله ودعائه طوال يوم صومه، فإن الصوم يجعله في حالة روحية تقربه من الله تعالى، وتجعله في مظنة الإستجابة لدعائه.
والذكر والدعاء مطلوب من الصائم طوال نهاره، ولكنه مطلوب بصورة خاصة عند الإفطار. وأولى ما يقوله الصائم عند فطره ما رواه ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أفطر: "ذهب الظمأ وابتلّت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى" (رواه أبو داود (2357)، والدارقطني (185/2) وحسن إسناده، والحاكم (422/1) وقال: صحيح على شرط البخاري.
والعمل بهذا الخبر أولي من خبر أنس وابن عباس أنه كان يقول: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم"). رواه الدارقطني، لأن سنده ضعيف).
ويدعو عند الإفطار بما أحب لدينه ودنياه وآخرته، لنفسه ولذويه وللمسلمين فهو وقت تُرجى فيه الإجابة. فقد روى ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو: "أن للصائم عند فطره دعوة ما ترد" (رواه ابن ماجة -1753، وذكر البوصيري في الزوائد: أن إسناده صحيح . وكان عبد الله بن عمرو يجمع بنيه عند الإفطار ويدعو قائلا: اللهم أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي.
وروى أبو هريرة: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم" (رواه الترمذي وحسنه (3595)، وابن ماجة (1752)، وصححه ابن حبان (2408)، وحسنه ابن حجر في أماليه على الأذكار، ورواه أحمد في حديث وصحَّحه أحمد شاكر .
7- الإجتهاد في العشر الأواخر:
صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها. (رواه أحمد ومسلم والترمذي عن عائشة: كما في صحيح الجامع الصغير -4910).
وقالت عائشة: كان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. (رواه الستة إلا الترمذي عن عائشة، المصدر السابق -4713 وانظر: اللؤلؤ والمرجان -730).
وشد المئزر كناية عن الإجتهاد في العبادة .
والمراد بقولها: (أحيا ليله) (عبرت عائشة عن القيام بالإحياء، دلالة على أن الأوقات التي لا تغتنم في طاعة الله تعالى أوقات ميتة)، أي أحياه كله بالقيام والتعبد والطاعة وقد كان قبل ذلك يقوم بعضه، وينام بعضه، كما أمره الله في سورة (المزمل).
ومعنى (أيقظ أهله): أي زوجاته أمهات المؤمنين، ليشاركنه في اغتنام الخير والذكر والعبادة في هذه الأوقات المباركة.
وبهذا يعلمنا أن يتعهد المسلم أهله وأسرته بالتذكير بمواقع الخير، والأمر به.
سر الإجتهاد في العشر:
وسر الإجتهاد والمبالغة في العشر الأواخر يكمن في أمرين:
الأول: أن هذه العشر، هي ختام الشهر المبارك، والأعمال بخواتيمها، ولهذا كان من دعائه عليه الصلاة والسلام: "اللهم اجعل خير أيامي يوم ألقاك، وخير عمري أواخره، وخير عملي خواتمه".
الثاني: أن ليلة القدر المباركة المفضلة أرجح ما تكون فيها، بل صحت الأحاديث أنها تلتمس فيها.
فاللبيب الكيس من اجتهد في هذه العشر، عسى أن يظفر فيها بهذه الليلة فيغفر له ما تقدم من ذنبه.(عن كتاب "فقه الصيام" لفضيلة العلامة الدعوى يوسف القرضاوى ) .

المكروه للصائم
1- ذوق شيء لم يتحلل منه ما يصل الي جوفه .
2- مضغ شيء بلا عذر.
3- تقبيل الزوجه ودواعي الوطء من معانقه ولمس وتكرار نظر اذا كان ذلك مما يحرك شهوته .
4- فعل ما يظن انه يضعفه عن الصوم كالفصد والحجامه فإن ظن انه لن يضعفه فلا كراهه .
5- ذوق الطعام لغير حاجه ويبطل الصوم بما يصل منه الي الحلق فان كان لحاجه لم يكره .
6- الجماع في الشك في طلوع الفجر الثاني .














خُلقُ الصائم
إن الله جل وعلا ما شرع عبادة من العبادات إلا لتتطيهر وتزكية نفوس العباد, فبطاعة الله تسمو الأخلاق وترتقي بما يخالجها من الأحاسيس في لذة العبادة التي هي سر في شرع الله, ومن تلك العبادات التي يتغير فيها خلق المسلم عبادة الصيام, حيث أن الصائم يكتسب من صيامه فوائد كثيرة وحكم عظيمة، منها: تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة والصفات الذميمة كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها الأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله .
ويعرف العبد نفسه وحاجته وضعفه وفقره لربه ويذكره بعظيم نعم الله عليه، ويذكر – أيضا-حال صومه بحاجة إخوانه الفقراء فيوجب له ذلك شكراً لله سبحانه والاستعانة بنعمه على طاعته ومواساة إخوانه الفقراء والإحسان إليهم.
وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذا التغيير في سلوك وأخلاق المرء حال صيامه في قوله -عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( البقرة : 183 ) .
فأوضح سبحانه أنه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه فدل ذلك على أن الصيام وسيلة للتقوى ، فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى، وقربة إلى المولى -عز وجل- ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شئون الدين والدنيا.
إن الصائم يتعلم ويتربى بالصيام على الطهر والعفاف, وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك في قوله: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) رواه البخاري -4677- (15/496) ومسلم -2485- (7/173).
فبين النبي - عليه الصلاة والسلام- أن الصوم وجاء للصائم ووسيلة لطهارته وعفافه، وما ذاك إلا لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والصوم يضيق تلك المجاري، ويذكر بالله وعظمته فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الإيمان، وتكثر بسببه الطاعات من المؤمنين وتقل به المعاصي.
إن الصائم الحق يتأثر سلوكه بالصيام في تعامله مع من حوله فالصيام يمَرِّن على ضبط النفس,والسيطرة عليها,والقوة على الإمساك بزمامها حتى يتمكن من التحكم فيها ويقودها إلى ما فيه خيرها وسعادتها، فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، فإذا أطلق المرء لنفسه عنانها أوقعته في المهالك، وإذا ملك أمرها وسيطر عليها تمكن من قيادتها إلى أعلى المراتب وأسنى المطالب.
وهذا لا يتحقق إلا لمن صام صوماً شرعيا مستشعراً عبادة ربه بذلك, منتظراً الثواب منه سبحانه, صامت بطنه وفرجه ولسانه وجميع جوارحه, وإلا فهو معرض لوساوس الشيطان ونزغاته، فيرتكب أخطاء قد تزهق صومه فضلاً عن أنه لا يستفيد منه ولا تزكو أخلاقه بصومه، وهذا لمن اتخذ الصيام مجرد عادة يصوم إذا صام الناس ويفطر إذا أفطروا، ولم يدخل مدرسة الصيام دخولاً إيمانياً، أو هو يفسر الصوم بأنه مجرد إمساك عن المفطرات، فيطلق لسانه وبصره فيما حرم الله ومنع نفسه ما كان أصله مباحاً له من المطعم والمشرب والمنكح مدعياً أنه صائم, فهذا لا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه وقد عاش بعيداً عن الصيام الذي يتعلم منه أموراً كثيرة وعظيمة تنفعه في دينه ودنياه.
قال عليه -الصلاة والسلام-: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رواه البخاري -1770- (6/472).
قال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.














الأيام المستحب صيامها فى غير رمضان
جاء في الحديث: (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً) البخاري (6/35) مسلم (1153).
وصوم التطوع أنواع:
1 ) صيام يوم وفطر يوم وهوأفضل صيام التطوع
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ ‏‏ دَاوُدَ ‏ ‏وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ ‏‏ دَاوُدَ ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلَام ‏ ‏كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا } [متفق عليه].
2 ) صيام ثلاث أيام من كل شهر (أي ثلاث أيام والأفضل أن تكون أيام البيض).
فقد روى أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام في كل شهر ثلاثة أيام فكأنما صام الدهر ) [ رواه الربيع ]
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال:( أَوْصَانِي خَلِيلِي ‏‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِثَلَاثٍ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ} [متفق عليه].
وعن ابن ملحان ـ رضي الله عنه ـ قال: ( ‏كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ قَالَ وَقَالَ هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ } [رواه أبوداود].
و عـَنْ أبي ذَر ٍ رضي َ الله ُ عنه قال َ : قال َ رسول ُ الله ِ صلـَّـى الله ُ عليْه وسلم َ : (إذا صـُمتَ منَ الشَّهر ِ ثلاثاَ ، فـَـصـُمْ ثلاثَ عـَشْرَة ، وأرْبـَعَ عـَشـْرَة وخـَمْس َ عـَشـْرَة ) [ رواه الترمذي ]
3 ) صيام التسعة الأولى من ذي الحجة وآخرها يوم عرفة
فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ‏ ‏يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ‏ ‏قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بشيء ) [ رواه أبوداود].
4 )  صيام يوم عرفه
عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه قال : ( سئل رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ } . [رواه مسلم].
5 ) صيام العاشر من محرم ( عاشوراء )  
فعن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام يوم عاشوراء كان كفارة لستين شهرا أو عتق عشر رقبات مؤمنات من ولد اسماعيل عليه السلام ) [ رواه الربيع بن حبيب فى مسنده ] .
وجاء أيضا عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ( كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة ، صامه وأمر الناس بصيامه ، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة ، وترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ، ولكن في صيامه ثوابٌ عظيم ) [ رواه الربيع ]
وعن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال : ( َسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ } [رواه مسلم] .
وجاء في الحديث أيضا: ( وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) مسلم (1162).
أو صيام التاسع والعاشر من محرم.
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى ‏‏ قَابِلٍ ‏ ‏لأصُومَنَّ التَّاسِعَ } [رواه مسلم].
قوله قابل: العام المقبل.
6 ) صيام الإثنين والخميس
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( تعرض الْأَعْمَالُ يَوْمَ ‏ ‏الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ }  [رواه الترمذي وقال حديث حسن].
وعَن أبي قَتَادةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ سـُـئلَ عن صـَومِ يوم الإثنينِ فقال َ : (ذلك يـَومٌ وُلـِدْتُ فيه ويـَوْمُ بُعثْتُ ، أوْ أنْزل َ علىَّ فيه ) [ رواه مسلم
7 ) صيام ست من شوال
عن أبي أيوب – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ‏مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بستة أيام مِنْ شَوَّالٍ فكأنما صام الدهر كله ). [ رواه الربيعبن حبيب فى مسنده  و مسلم فى صحيحه] .
8 ) الإكثار من الصيام في شعبان
فعن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيته استكمل صيام شهر قط إلا رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان ) [ رواه الربيع ]
وفي رواية أخرى: عـَن عائَشة َ رضي َ الله ُ عنها قالـَـت: ( لم يكـُن النبي ُّ، صلـَّى الله ُ عليْه وسلم َ، يـَـصومُ مـِـنْ شـَـهْـر ٍ أكُـثـَرُ من شـَعبان َ، فـَـإنه ُ كان يـَـصوم ُ شـَـعبـَان كلـَّه. وفي رواية ٍ: كان يـَـصومُ شـَـعبانَ إلاَّ قليلاً ) ـ متفق عليه ـ
9 ) الصيام في الأشهر الحرم.
عــن أبي هُريـــرة رضيَ الله عنــه قال: قال رســولَ اللهِ صلَّى اللهُ عـليـــه وسلم: ( أفضـَـل الصَّـيام ِ بعد َ رَمَـضـَانَ: شـَـهرُ الله ِ المـُحـَرَمُ، وأفضـَـلُ الصَّـلاة ِ بعدَ الفـَـريْضـَة ِ: صـَـلاة ُ اللـَّـيل )
[ رواه مسلم ]
فهذه أيام يستحب صيامها وقد حافظ الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه على صيامها وحث أمته على ذلك ، فحري بنا إذن أن نتأسى به ونقتدي ، ونطيع أمره



الأيام المنهى عن صيامها فى غير رمضان  
1.النهى عن صيام يومى العيدين :
عن أبى عبيدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ، أنه شهد العيد يوم الأضحى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فصلى قبل الخطبة ، ثم خطب الناس ، فقال : يا أيها الناس ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاكم عن صيام هذين العيدين ، أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم ، وأما الآخر فيوم تأكلون نسككم . قال أبو عبيد : ثم شهدت مع عثمان بن عفان ، فكان ذلك يوم الجمعة ، فصلى قبل الخطبة ، ثم خطب فقال : يا أيها الناس ، إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان ، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر ، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له . قال أبو عبيد : ثم شهدته مع علي بن أبي طالب ، فصلى قبل الخطبة ، ثم خطب الناس فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاكم أن تأكلوا لحوم نسككم فوق ثلاث .
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5571   خلاصة حكم المحدث: [صحيح]                                                                                                                      
2.النهى عن صوم أيام التشريق:
لا يجوز صيام الأيام الثلاثة التى تلى عيد النحر                                                                                                                                              أيام التشريق أيام أكل ، و شرب ، و ذكر الله
الراوي: نبيشة الهذلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2689     خلاصة حكم المحدث: صحيح
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أواسط أيام التشريق ينادي في الناس لا تصوموا في هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وبعال
الراوي: أم عمر بن سليم بن خلدة الزرقي المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح معاني الآثار - الصفحة أو الرقم: 2/245
خلاصة حكم المحدث: صحيح -
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن حذافة أن يطوف في أيام منى ألا لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله
الراوي: أبو هريرة المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح معاني الآثار - الصفحة أو الرقم: 2/244   خلاصة حكم المحدث: صحيح.                                                                                                                                   
3.النهى عن صيام يوم الجمعة منفرداً:
يوم الجمعة عيد أسبوعى للمسلمين و لذلك نهى الشارع عن صيامه .
وذهب الجمهور إلى النهى للكراهية, لا للتحريم إلا إذا صام يوماً قبله أو يوماً بعده, أو وافق عادة له أو كان يوم عرفة أو عاشوراء فإنه حينئذ لا يُكره صيامه
لا تصوموا يوم الجمعة، إلا و قبله يوم، أو بعده يوم.
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7356
خلاصة حكم المحدث: صحيح                                                                                                                                                                                                                                                                                                          وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة، فقال: أصمت أمس. قالت: لا، قال: أتريدين أن تصومي غدا. قالت: لا، قال: فأفطري.
[ وفي رواية ] فأمرها فأفطرت .
الراوي: جويرية بنت الحارث المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1986
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]                                                 
4.النهى عن إفراد يوم السبت بصيام :
ومعنى الكراهية فى هذا أن يختص الرجل يوم السبت بصيام لأن اليهود يُعظمون يوم السبت .
لا تصوموا يوم السبت إلا في فريضة، وإن لم يجد أحدكم إلا عود كرم أو لحاء شجرة، فليفطر عليه
الراوي: الصماء بنت بسر المازني المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 9818
خلاصة حكم المحدث: صحيح                                                                                                                             
5. النهى عن صيام يوم الشك:
أكثر العلماء بالنهي عن صيام يوم الشك و رأى أكثرهم إن صامه و كان من شهر رمضان أن يقضى يوماً مكانه فإن صامه لموافقتة عادة له جاز الصيام  حينئذ  بدون  كراهة                                                         
كنا عند عمار بن ياسر [ في اليوم الذي يشك فيه ] فأتى بشاة مصلية فقال: كلوا، فتنحى بعض القوم، فقال: إني صائم. فقال عمار: من صام اليوم الذي شك فيه فقد عصى أبا القاسم.
الراوي: عمار بن ياسر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 686
خلاصة حكم المحدث:    صحيح                                                                                                                            
لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم.
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1914
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
6.النهى عن صوم الدهر:
يحرم صيام السنة كلها بما فيها الأيام التى نهى الشارع عن صيامها فإن أفطر يومى العيد و أيام التشريق وصام بقية الأيام أنتفت الكراهة , إذا كان ممن يقوى على صيامها
عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أصوم أسرد ، وأصلي الليل . فإما أرسل إلي وإما لقيته . فقال: " ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر، وتصلي الليل ؟ فلا تفعل. فإن لعينك حظا. ولنفسك حظا. ولأهلك حظا . فصم وأفطر . وصل ونم. وصم من كل عشرة أيام يوما. ولك أجر تسعة " قال: إني أجدني أقوى من ذلك، يا نبي الله ! قال : " فصم صيام داود ( عليه السلام ) " قال : وكيف كان داود يصوم يا نبي الله ! قال : " كان يصوم يوما ويفطر يوما . ولا يفر إذا لاقى " قال : من لي بهذه ؟ يا نبي الله ! ( قال عطاء: فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا صام من صام الأبد. لا صام من صام الأبد. لا صام من صام الأبد ". الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1159 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال : أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أقول : والله لأصومن النهار ، ولأقومن الليل ما عشت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنت الذي تقول : والله لأصومن النهار ، ولأقومن الليل ما عشت ) . قلت : قد قلته ، قال : ( إنك لا تستطيع ذلك ، فصم وأفطر ، وقم ونم ، وصم من الشهر ثلاثة أيام ، فإن الحسنة بعشر أمثالها ، وذلك مثل صيام الدهر ) . فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله، قال: ( فصم يوما وأفطر يومين ). قال : قلت : إني أطيق أفضل من ذلك ، قال :
( فصم يوما وأفطر يوما ، وذلك صيام داود ، وهو عدل الصيام ) . قلت : إني أطيق أفضل منه يا رسول الله ، قال :
( لا أفضل من ذلك ) .
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3418خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
7.النهى عن صيام المرأة و زوجها حاضر إلا بإذنه:
نهى الرسول صلى الله عليه و سلم أن تصوم المرأة وزوجها حاضر حتى تستأذنه و قد حمل العلماء النهى على التحريم و أجازوا للزوج أن يفسد صيام زوجته وهذا فى غير رمضان .
 " لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه غير رمضان ، و لا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه ، و ما أنفقت من كسبه من غير أمره ، فإن نصف أجره له "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7352   خلاصة حكم المحدث: صحيح
8. النهى عن وصال الصوم :
" إياكم والوصال، إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أبيت يطعمني ربي و يسقيني، فاكلفوا من العمل ما تطيقون "
الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 2903
خلاصة حكم المحدث: صحيح
عن أبى سعيد الخدرى أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تواصلوا ، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر . قالوا : فإنك تواصل يا رسول الله ، قال : لست كهيئتكم ، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين " .
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1967    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]









ليلة من لياليه خير من ألف شهر
أيها الإخوة الكرام، دخلنا في العشر الأخيرة من رمضان، وأهم ما في هذا العشر ليلة القدر، وقد ورد في فضلها سورة من سور القرآن الكريم، في قوله تعالى : ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5)﴾ ( سورة القدر ) .
إنها ليلة القدر، هي إحدى ليالي شهر رمضان وأعظمها قدراً، حيث يؤمن المسلمون أنها خير من ألف شهر، وهي الليلة التي أمر الله فيها جبريل بإنزال القرآن من اللوح المحفوظ إلى مكان في سماء الدنيا يسمى "بيت العزة" قاله القرطبي في تفسيره، ج1، ص228 وقاله ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، ج8، ص619 ، ثم من بيت العزة صار ينزل به جبريل على محمد متفرقًا على حسب الأسباب والحوادث، فأول ما نزل منه كان في غد تلك الليلة نزل خمس آيات من سورة العلق.
فهي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم. سميت بهذا الاسم " القدر" لأنها ليلة ذات قدر، أي لها شرف ومنزلة حيث نزل فيها كلام الله.
ولهذه الليلة فضل كبير، فقد فضّلها الله سبحانه وتعالى على سائر الليالي وجعلها خيرًا من ألف شهر، يعطي الله مَن عَبَدَهُ فيها وعمل الخير ثوابًا عظيمًا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر
له ما تقدّم من ذنبه" رواه البخاري (1901).
وفي هذه الليلة تنزل الملائكة ومعهم جبريل عليه السلام على عباد الله المؤمنين يشاركونهم عبادتهم وقيامهم ويدعون لهم بالمغفرة والرحمة.
بيّن الرسول عليه الصلاة والسلام أنّ ليلة القدر تكون في إحدى الليالي الوتر العشر الأواخر من شهر رمضان. وقد اعتاد المسلمون الاحتفال بإحياء هذه الليلة المباركة في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الفضيل.
يحيي المسلمون ليلة القدر بذكر الله تعالى وعبادته فيكثرون فيها من الصلاة وتلاوة القرآن الكريم وعمل الخير. ويدعو المسلم بما شاء من طلب الخيرات في الدنيا والآخرة لنفسه ولوالديه ولأهله وللمسلمين.
فيا أمة الحبيب محمد... ياأمة الصيام والقرآن إن كانت أعماركم قصيرة فإن الله أبدلكم عنها ليلة خير من ألف شهر فقوموا ليلها وصوموا نهارها .
وفى هذه الليلة تتنزل الملائكة لكثرة بركتها وتنزل معهم البركات والرحمات كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له ، وكذلك يهبط معهم جبريل الروح الأمين عليه السلام .
فهى ليلة سالمةل لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوء أو أذى .
قال قتادة وغيره : هى ليلة تُقضى فيها الأمور وتقدر الأجال والأرزاق وذلك كله حتى يطلع الفجر ، فهى ليلة ذات قدر وبركة لمن صام نهارها وقام ليلها .
وعلى الراجح أن هذه الليلة فى العشر الوتر الأواخر من شهر رمضان وذلك مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أريت ليلة القدر ، ثم أيقظنى بعض أهلى ، فنسيتها ، فالتمسوها فى العشر الغوابر " رواه مسلم 212/1166
وربما أخفاها الله سبحانه على أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ليحصل من ذلك الإجتهاد والعبادة .
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال: ((قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني))    أخرجه الترمذي (3513) وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني.
فهذا هو الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين، وللمؤمنين من بعدها في ليلة القدر، وهو دعاء جامع، فيه الثناء على الله تعالى، والتذلل وطلب الصفح والمغفرة، وهذا الحال الذي يناسب ليلة القدر ، ويمكن أن يدعو الإنسان بما شاء فيها .
فيجب علينا إحياء هذه الليلة بالدعاء والصلاة والذكر وقراءة القرآن والعلم النافع.
فاللهم اجعلنا ممن يدركونها وممن يُتاب عليهم فيها ...
اللهم آمين .





زكاة الفطر
زكاة الفطر وهى زكاة واجبة على المسلمين بعد صوم شهررمضان. وهى واجبة على كل مسلم من قادر عليها، وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنها سبب وجوبها. وتمتاز عن الزكوات الأخرى بأنها مفروضة على الأشخاص لا على الأموال. بمعنى انها فرضت لتطهير نفوس الصائمين وليس لتطهير الاموال كما في زكاة المال مثلا.
• حكمها: زكاة الفطر فريضة على كل مسلم؛ الكبير والصغير، والذكر
والأنثى، و الحر والعبد؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير؛ على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين.
و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة "
أخرجه البخاري .
• فتجب على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته ، فيخرجها عن نفسه ، وعمن تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد.
والأولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا؛ لأنهم هم المخاطبون بها.
أما الحمل في البطن فلا يجب إخراج زكاة الفطر عنه؛ لعدم الدليل. وما روي عن عثمان رضي الله عنه ، وأنه " كان يعطي صدقة الفطر عن الحَبَل "
                                             فإسناده ضعيف . ( انظر الإرواء 3/330 ) .
• حكم إخراج قيمتها : لا يجزئ إخراج قيمتها ، وهو قول أكثر العلماء ؛ لأن الأصل في العبادات هو التوقيف ، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحدٍ من أصحابه أنه أخرج قيمتها .
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". رواه البخاري ومسلم:
 وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
عائشة هي بنت أبي بكر الصديق، تزوجها النبي، صلى الله عليه وسلم ، وهي صغيرة لها ست سنوات، ودخل عليها وهي صغيرة أيضاً لها تسع سنوات، ومات عنها ولها ثماني عشرة سنة، وكان عندها من العلم الكثير الذي نفع الله به الأمة، وكنيتها أم عبدالله، والصحيح أنها لم تلد وقيل إنها تكنت بابن أختها عبدالله بن الزبير.
قوله: "أحدث" أي أتى بشيء جديد.
"في أمرنا" أي في ديننا.
"ما ليس منه" أي باعتبار الشرع.
"رد" بمعنى مردود عليه غير مقبول منه .
• حكمة زكاة الفطر : عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ».
   رواه أبو داود 1371 قال النووي : رَوَاهُ أَبُو دَأوُد مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
قوله : «طُهرة» : أي تطهيرا لنفس من صام رمضان، وقوله «والرفث» قال ابن الأثير : الرفث هنا هو الفحش من كلام، قوله «وطُعمة»: بضم الطاء وهو الطعام الذي يؤكل. قوله : «من أداها قبل الصلاة» : أي قبل صلاة العيد، قوله « فهي زكاة مقبولة» : المراد بالزكاة صدقة الفطر، قوله «صدقة من الصدقات» : يعني التي يتصدق بها في سائر الأوقات. عون المعبود شرح أبي داود .
جنس الواجب فيها : طعام الآدميين ؛ من تمر أو بُر أو أرز أو غيرها من طعام بني آدم . قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : " كنا نخرج يوم الفطر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام ، وكان طعامنا الشعير والزبيب
و الأقط والتمر "
أخرجه البخاري .
والصاع قدحان ، والقدح يساوى كيلو جرام تقريباً من التمر أو الشعير أو غيره ، أى أنها حوالى اثنان كيلو جرام أو ما يعادل من النقود .
والصاع بالكيل المصرى ربع كيلة ، والكيلة تكفى أربعة أشخاص .
وقت إخراجها: قبل العيد بيوم أو يومين كما كان الصحابة يفعلون؛ فعن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال في صدقة التطوع: " و كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين " أخرجه البخاري.
وعند أبي داود بسند صحيح أنه قال : " فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين ". وآخر وقت إخراجها صلاة العيد .
فهى بذلك تجب على المسكين الذى يملك ما يزيد عن قوت يومه .
واتفقت الأئمة الأربعة على أن زكاة الفطر لا تسقط بالتأخير بل تصير ديناً فى الذمة حتى تؤدى ولو فى أخر العمر .



صلاة عيد الفطر
أيها الصائمون الموحدون... حافظوا على الصلاة فإنها تنادى على المحافظ عليها قائلة : حفظك الله كما حفظتنى ، كما تنادى على من ضيعها أو صلاها فى غير وقتها قائلة : ضيعك الله كما ضيعتنى .
العيد: هو كل يوم فيه جمع، وأصل الكلمة من عاد يعود، قال ابن الأعرابي: سمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد. (لسان العرب 3-319).
وعيد الفطر سمي كذلك لأن المسلمين يفطرون فيه بعد صيام رمضان.، صلاة العيد سنة مؤكدة، وهي ركعتان، ووقتها من طلوع الشمس إلى الزوال، ولكن الأحسن تأخيرها إلى أن ترتفع الشمس قدر رمح، أي بحسب رأي العين.
وتسن الجماعة فيها، وتصح لو صلاها الشخص منفردًا ركعتين كركعتي سنة الصبح. ويسن في أول الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، ويقول بين كل تكبيرتين: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”.
ويسن خطبتان بعد الصلاة يكبر الخطيب في الأولى منهما تسع تكبيرات، وفي الثانية سبع تكبيرات.
ويسن التبكير بالخروج لصلاة العيد من بعد صلاة الصبح، إلا الخطيب فيتأخر إلى وقت الصلاة، والمشي أفضل من الركوب، ومن كان له عذر فلا بأس بركوبه، ويسن الغسل ويدخل وقته بمنتصف الليل، والتزيّن بلبس الثياب وغيره، والتطيب وهذا للرجال، أما النساء فيكره لهن الخروج متطيبات ومتزينات.
قال جبير بن نفير: «كان أصحاب رسول اللَّه إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك» – فتح الباري، 2-446
وقد جرت العادة في كثير من الدول العربية بالتهنئة بقول: عيدكم مبارك، أو كل عام وانتم بخير أو من العائدين الفائزين وهذا ليس له أصل.














ما يجب إتباعه فى العيد
أولاً: الاستعداد لصلاة العيد بالاغتسال وجميل الثياب:
فقد أخرج مالك في موطئه عن نافع: ( أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى ) [وهذا إسناد صحيح].
قال ابن القيم: ( ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه ) [زاد المعاد 1/442].
وثبت عنه أيضاً لبس أحسن الثياب للعيدين.
قال ابن حجر: ( روى ابن أبي الدنيا والبهيقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين ) [فتح الباري 2/51].
وبهذين الأثرين وغيرهما أخذ كثير من أهل العلم استحباب الاغتسال والتجمل للعيدين.
ثانياً: يُسَنُّ قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطرأن يأكل تمرات وتراً:
ثلاثاً، أو خمساً، أو أكثر من ذلك، يقطعها على وتر؛ لحديث أنس قال:
{ كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً } [أخرجه البخاري].
ثالثاً: يسن التكبير والجهر به - ويُسر به النساء - يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلي:
لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: { أن رسول الله كان يكبر يوم الفطر من حيث يخرج من بيته حتى يأتي المصلى } [حديث صحيح بشواهده].
وعن نافع: ( أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يأتي الإمام، فيكبر بتكبيره ) [أخرجه الدارقطني وغيره بإسناد صحيح].
تنبيه: التكبير الجماعي بصوت واحد بدعة لم تثبت عن النبي ولا عن أصحابه، والصواب أن يكبر كل واحد بصوت منفرد.
رابعاً: يسن أن يخرج إلى الصلاة ماشياً:
لحديث علي قال: { من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً } أخرجه الترمذي
وقال: ( هذا حديث حسن، والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً، وألا يركب إلا من عذر ) [صحيح سنن الترمذي].
خامساً: يسن إذا ذهب إلى الصلاة من طريق أن يرجع من طريق آخر:
لحديث جابر قال: { كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق } [أخرجه البخاري].
سادساً: تشرع صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفاعها بلا أذان ولا إقامة:
وهي ركعتان يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات. ويسن أن يقرأ الإمام فيهما جهراً سورة
( الأعلى ) و ( الغاشية ) أو سورة ( ق ) و(القمر). وتكون الخطبة بعد الصلاة، ويتأكد خروج النساء إليها، ومن الأدلة على ذلك:
1 - عن عائشة رضي الله عنها: { أن رسول الله كان يكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً } [صحيح سنن أبي داود].
2 - وعن النعمان بن بشير أن رسول الله كان يقرأ في العيدين بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى:1] و هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] [صحيح سنن ابن ماجه].
3 - وعن عبيدالله بن عبدالله أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر؟ فقال: { كان يقرأ فيهما بـ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق:1]، اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ [القمر:1] } [رواه مسلم].
4 - وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: { أُمرنا أن نَخرج، فنُخرج الحُيَّض والعواتق وذوات الخدور - أي المرأة التي لم تتزوج - فأما الحُيَّض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم } [أخرجه البخاري ومسلم].
5 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: { شهدت صلاة الفطر مع نبي الله وأبي بكر وعمر عثمان، فكلهم يصليها قبل الخطبة} [أخرجه مسلم].
6 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما: { أن رسول الله صلّى العيد بلا أذان ولا إقامة } [صحيح سنن أبي داود].
7 - إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة، فمن صلّى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة : لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله قال: { اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إنشاء الله } [صحيح سنن أبي داود].
8- من فاتته صلاة العيد مع المسلمين يشرع له قضاؤها على صفتها:
وإذا لم يعلم الناس بيوم العيد إلا بعد الزوال صلوها جميعاً من الغد؛ لحديث أبي عمير ابن أنس رحمه الله عن عمومة له من أصحاب النبي : { أن ركباً جاءوا إلى النبي يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم النبي أن يفطروا، وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم } [أخرجه أصحاب السنن وصححه البهيقي والنووي وابن حجر وغيرهم].
9- ولا بأس بالمعايدة وأن يقول الناس:( تقبل الله منا ومنكم ):
قال ابن التركماني: ( في هذا الباب حديث جيد... وهو حديث محمد من زياد قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي ، فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك ). قال أحمد بن حنبل: إسناده جيد. [الجوهر النقي 3/320].
10- يوم العيد يوم فرح وسعة:
فعن أنس قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: { ما هذان اليومان؟ } قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله : { إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى، ويوم الفطر } [صحيح سنن أبي داود].

ما أجمل هذا العيد !!
أيها الصائمون الموحدون...
·       ما أجمل هذا العيد لو كان المعروف فيه بين الناس متبادلا ، والإتحاد بينهم سائدا ، والتضامن بينهم شاملا ، والتعارف والود والحب والإخلاص بينهم كاملا !!
·       ما أجمله لو تمسكنا فيه بديننا المتين، وكنا بتعاليمه عاملين !!
·       ما أجمله لو كنا لنصرة الحق متكاتفين، وأصبحنا فيه متعاونين لا متنافرين متخاذلين !!
·       ما أجمل هذا العيد لو تركنا الحسد والأحقاد، وأدينا فيه ما بأعناقنا من حقوق العباد وحقوق رب العباد !!
·       ما أجمل هذا العيد لو بر كل منا بأمه وأبيه ، وأحسن إلى صاحبته وبنيه !!
·       ما أجمل هذا العيد لو سعينا فيه لصلة الأرحام ، ومواساة الأيتام !!
·       ما أجمل هذا العيد لو عطفنا على المساكين ، وذوى القربى والمحتاجين !!
·       ما أجمل هذا العيد لو نصرنا فيه المظلوم ، ورحمنا فيه البائس والمكلوم !!
·       ما أجمل هذا العيد لو صنعنا فيه المعروف ، وشرعنا فى إغاثة الملهوف !!
·       ما أجمل هذا العيد بأن ندعوا الله خاضعين متذللين راجين ، أن يكون عيدنا القادم فى الأقصى بفلسطين !!
·       ما أجمل هذا العيد بأن ندعوا الله بأن يوفق الراعى والرعية ، فهو القادر المقتدر وهو رب البرية !!









ماذا استفدنا من رمضان ؟؟
ها نحن نودع رمضان المبارك ، بنهاره الجميل ولياليه العطرة .
ها نحن نودع رمضان القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار.... الخ.
فماذا جنينا من ثماره اليانعة وظلاله الوارفة ؟
هل تخرجنا من مدرسة رمضان بشهادة المتقين ؟
هل تعلمنا فيه الصبر والمثابرة على الطاعة وعن المعصية ؟
هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟
هل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟
هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار ؟
هل ، هل ، هل ؟
أسئلة كثيرة وخواطر عديدة تتداعى على قلب كل مسلم صادق، يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة... ماذا استفدت من رمضان ؟
إن رمضان مدرسة ايمانية ، إنه محطة روحية للتزود منه لبقية العام ، وشحذ الهمم بقية العمر .
إنه حقاً مدرسة للتغيير، نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا.
((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]
أخى الصائم .. أختى الصائمة : إن كنت ممن استفاد من رمضان وتحققت فيه بصفات المتقين واجتهدت فى مجاهدة نفسك فيه فاحمد الله واشكره واسأله الثبات على ذلك حتى الممات .
وإياك ثم إياك من نقض الغزل بعد غزله ، أرأيت لو أن امرأة غزلت غزلاً فصنعت بذلك الغزل قميصاً أو ثوبا ، فلما نظرت إليه وأعجبها جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطاً خيطا ً بدون سبب .
فماذا يقول الناس عنها ؟ !
أطلقوا عليها حمقاء قريش .
(وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ...... ) النحل : 92
ذلك هو حال من يرجع إلى المعاصى والفسق والمجون ويترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان .
فبعد أن تنعم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ترجع إلى جحيم الماضى والفجور !!
فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا فى رمضان .
أحبتى فى الله : ولنقض العهد مظاهر كثيرة عند الناس منها على سبيل المثال لا الحصر :
  *ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعة فى أول يوم العيد ، فبعد امتلاء المساجد بالمصلين فى صلاة التراويح التى هى سنة نراها قد قل روادها فى الصلوات الخمس التى هى فرض ويُكَفَرُ تاركها مطلقا.
* وما نراه من سماع للأغانى الماجنة والأفلام الساقطة الفاضحة ، والتبرج والسفور ، والإختلاط فى الحدائق ، والذهاب إلى الملاهى رجالاً ونساء .
* وما نراه من معاكسات ومضايقات للفتيات والنساء على مسمع ومرأى من الجميع.
* وما نراه من الإنحلال والفساد من بنات المسلمين وأزيائهن الضيقة الفاضحة ، فأرجوا ألا يتحقق فيهن قول نبينا صلى الله عليه وسلم من حديث أبى هريرة أن النبى قال: "صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كاذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ، ليوجد من مسيرة كذا وكذا" . فاللهم سلم ، سلم .
أحبتى فى الله .. ما هكذا نختم هذا الشهر الكريم، وما هذه علامة القبول للصيام والقيام.
فيا عبدالله .. إياك والروغان كما يروغ الثعلب ، تعبد الله فى شهر دون شهر ، لا وألف لا !!
يجب أن تعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام.
فلئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل ، ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع فى كل ليلة طوال العام ، ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة وهناك أبوابٌ للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة
وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان بل هى فى كل وقت وحين .
وهكذا فالأعمال الصالحة فى كل وقت وكل زمان فاجتهد أخى فى الطاعات وإياك والكسل والفتور فإن أبيت العمل بالنوافل فلا يجوز لك أبداً أن تترك الواجبات وتضيعها كالصلوات الخمس فى أوقاتها ومع الجماعة وغيرها ، ولا أن تقع فى المحرمات من قول الحرام أو أكله أو شربه أو النظر إليه واستماعه
فعليك بالاستقامة والثبات على الدين فى كل وقت وحين ، فلا تدرى متى يلقاك ملك الموت ، فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية ..
فاللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .
أسأل الله العلى القدير أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال ، وأن يجعل أعيادنا أعياداً سعيدة ، وأن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة ونحن فى حال أحسن من حالنا وقد صلحت أحوالنا وعزت أمتنا وعادت إلى ربها عودة صادقة سليمة .. اللهم آمين " وما ذلك على الله بعزيز ".


وهذا آخر الكتاب والحمد لله على التمام
وكل عام والأمة الإسلامية كلها بخير وسلام
تم الإنتهاء منه فى غرة شعبان لعام 1434 هجرية .
وتقبلوا تحياتى الشيخ محمد بن عبدالله شرف الدين الكراديسي







المؤلف فى سطور
*******************
  * محمد بن عبدالله محمد شرف الدين الكراديسي
  * مواليد قرية كراديس مركز ديرب نجم محافظة الشرقية
 * يعمل أخصائى نشاط  فنى بوزارة الشباب والرياضة
وداعية وشاعر وباحث فى السيرة النبوية الشريفة . 
* حصل على معهد قراءات فى القرآن الكريم
* حصل على معهد إعداد دعاة من مدينة بنها قليوبية  .
*  يقوم بإلقاء ندوات وخطب  بوزارتى الشباب والرياضة
والأوقاف
*  تم استضافته فى بعض القنوات الدينية الفضائية وبعض البرامج الإذاعية .
* حقق كثيراً من المراكز الأولى فى مسابقات عدة فى مجال الشعر  .
* تم تكريمه من جانب بعض المؤسسات الدينية والثقافية  .
   * له مدونة " الشرف " عليها كتاباته ومؤلفاته على جوجل ، وكذلك قناة على اليوتيوب عليها كل الفيديوهات الخاصة  به .
صدر له :
* ديوان " وقفات ورباعيات " -  عامية  -  عن دار مصر اليوم للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة 2014 .

 * ديوان " من الصحابة المقربين لسيد المرسلين "  -  عامية  - عن دار مصر اليوم للطباعة والنشر والتوزيع 2014.
 * ديوان " مناجاة "  -  فصحى  -   عن دار مصر اليوم للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة 2014.
 * " من الحياة " – مجموعة قصصية – عن دار مصر اليوم للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة 2014 .
تحت الطبع :
·       كتاب " قطوف دينية من هدى خير البرية " بترخيص من مجمع البحوث الاسلامية تحريراً 20/ شعبان / 1426 هجرية الموافق 24/ 9/ 2005 ميلادية .
·       رسالة الإسلام و الدفاع عن خير الأنـام.
·       الحيوانات المباركة في القرآن الكريم.
·       رحلة مع أسماء رب الأرض والسـماء.
·       أحكام الجنائـز بين الجـائز وغير الجائز.
·       رجــال ونســاء حـول خاتــم الأنبيــــاء.
·       1100 سـؤال وجواب في كلام رب الأرباب.
·       الهجرة النبوية والدروس المستفادة منها .
·       معلومات منتقاة من الدين والحياة.
·       ديوان " آهات ورباعيات " عامية .



الفهرس
 م                              اسم الموضوع                                          رقم الصفحة

1-       مقدمة الكتاب
2-  شهر رمضان
3-  فضل شهر رمضان
4-  شرائط وجوب الصوم
5-  كيف يتم الصوم على الوجه الأكمل ؟
6-  أركان الصيام
7-  مبطلات الصوم
8-  الأعذار المبيحة للفطر
9-  حكم الإفطار عمداً فى رمضان
10- ما يستحب للصائم
11 - المكروه للصائم
12- خلق الصائم
13- الأيام المستحب صيامها فى غير رمضان
14 - الأيام المنهى عن صيامها فى غير رمضان  
15 - ليلة من لياليه خير من ألف شهر
16 - زكاة الفطر
17 - صلاة عيد الفطر
18 - ما يجب اتباعه فى العيد
19 - ما أجمل هذا العيد !!
20 - ماذا استفدنا من رمضان ؟؟
21 - المؤلف فى سطور






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق