الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

ما بين خشبتين مقال للكاتب الشيخ محمد شرف الدين الكراديسي



شكل بيضوي: ما بين خشبتين شكل بيضوي: الباحث محمد عبدالله شرف   


ما بين خشبتين
للشيخ محمد شرف الكراديسي
داعية وشاعر وكاتب
************
أحبابى سأتحدث معكم اليوم عن عشقى لخشبتين تزامنتا فى وقت واحد
فى حياتى  .
الخشبة الأولى وهى خشبة المنبر والتى اعتليتها لأول مرة فى حياتى وأنا أبلغ من العمر أربعة عشر عاماً كخطيب للجمعة وكنت أنذاك أصغر خطيب جمعة يعتلى المنبر فى قريتى أو القرى المجاورة .
فكان المنبر حبى الأول حيث حفظت القرآن وأنا صغير جداً ، ثم بدأت بإلقاء الدروس بالمسجد الكبير المجاور لبيتى وذلك لمدة عامين ، ثم جاء دور المنبر والصعود عليه وإلقاء خطبة الجمعة وأنا ما زلت فى الصف الثانى الإعدادى ، وهذا المنبر العالى صعدت عليه وما أدراكم بالموقف هذا ... فلقد كان أعظم خطيب آنذاك عندما يحاول صعوده كانت ترتعد فرائصه ، ولكنى بفضل من الله تعالى كنت أمتلك من الشجاعة وقوة المواجهة للجمهور ما يكفى لأصعده متناسياً الخوف أو المواجهة ، برغم ما بداخلى من خوف كبير كنت أداريه ولم أظهره ، ولِمَ لا أخاف وأنا أقف على أشرف مكان كان يقف عليه المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه .
ولكن توفيق الله وتأييده كانا يصاحبانى دائماً .
أما الخشبة الثانية والتى صعدتها هى خشبة مختلفة تماماً عن الخشبة الأولى فى نظر بعض الناس ، وقد يرى البعض أنى مخطئ لصعودها ولكنى بكل صراحة لم أرى حرجاً فى ذلك ألا وهى خشبة المسرح ....
خشبة المسرح ؟؟!! نعم خشبة المسرح . فكيف ذلك ؟
خشبة المنبر وخشبة المسرح أنا شخصياً لا أجد بينهما تناقضاً أو بوناً شاسعاً ... فعلى المنبر توجه رسالة قوية للمتلقى وثؤثر فيه تأثيراً قوياً من خلال الترهيب والترغيب وقال الله سبحانه وقال رسوله الكريم .
وأيضاً من على خشبة المسرح توجه نفس الرسالة ولكن بأسلوب أخر مختلف ، ففى معظم الأحيان نجد أن المسرح يكون موصلاً جيداً للعظة والعبرة وكذا الرسالة المرجوة .
فهذه الرسالة لابد وأن توجه من أى مكان وفى أى زمان ، لا يهم من أين توجه ، ولا كيف توجه ، المهم أنها يجب أن تؤثر فى المتلقى .
فأنا لا أرى أى وجه اعتراض أو اختلاف بين الخشبتين فى حياتى .
ممكن أن يكون كلامى هذا غريباً بعض الشئ على بعض الناس ، ولكنى مقتنع به تماماً ، فكلا الخشبتين فى حياتى يكملا بعضهما البعض .
فالرسالة والنصيحة واجبة ولا يهم الزمان أو المكان التى توجه من خلاله .
فالمسرح فنُ راقى جميل بشرط أن يوجه النصح والإرشاد وتكون الأعمال فيه هادفة تحقق الغرض من ورائها وإلا فلا .
فعلى سبيل المثال من ضمن الأعمال التى عملت بها على المسرح :
-        مسرحية أهلاً يادكتور .. تأليف يوسف عوف .. وكانت تناقش جشع الدكاترة وعدم مراعاة ظروف الناس الصعبة .
-        مسرحية سكة الندامة .. تأليف على سالم .. وكانت تناقش أوضاع الريف المصرى .
-        مسرحية كفر البطيخ .. تأليف سعد الدين وهبة .. وكانت تناقش أوضاع الشعب المصرى وثوراته ضد الإستعمار .
-        مسرحية شيخ العرب السيد البدوى .. تأليف نجيب نجم ..  وكانت تناقش جانباً من حياة شيخنا السيد البدوى .
-        مسرحية شد العمامة .. تأليف ابراهيم عطية ، مسرحة عبدالله مهدى .. وكانت تناقش سيطرة السحر والشعوذة على كثير من الناس .
-        مسرحية ثورتنا .. تأليفى .. وكانت تناقش استشهاد الشباب فى ثورة 25 يناير وأثر ذلك على الأهل والخلان .
-        مسرحية لص رغم أنفه .. تأليفى .. وكانت تناقش حالة الإنفلات الأمنى أثناء ثورة 25 يناير .
-        مسرحية عودة الشيخ زيدان .. تأليفى وبطولتى وإخراجى  .. وكانت تناقش حالة الإستفحال التى أصبح فيها الشيخ زيدان من سحر وشعوذة ثم عودته إلى الله بعد ذلك بعدما حدث فى حياته حادث أليم زلزل كل حياته .
-        مسرحية على يناجى العلى ... تأليفى وكانت تناقش الطريقة الصوفية ، ما لها وما عليها .
-        وهكذا كانت كل أعمالى هادفة من ورائها هدف سامى وعظة وعبرة .
وفى الختام هذا جانب خفى من حياتى أعلم أنه كان يخفى عليكم أو على بعضكم وكان لزاماً علىَّ أن أخبركم به من باب الأمانة ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق