الاثنين، 14 نوفمبر 2016

مسرحية لص رغم أنفه للكاتب الشيخ محمد شرف الدين الكراديسي



مسرحية لص رغم أنفه 
للكاتب الشيخ
محمد شرف الدين الكراديسي


***************
أسرة مكونة من الأب والأم وولد وبنت يسيرون فى الشارع للذهاب إلى السوق والمحلات لشراء بعض المستلزمات لهم والأب المسكين معه محفظة نقوده مليئة بالجنيهات لكى يشترى لأولاده ما يريدون ...
وأثناء سيرهم فى الطريق يخرج عليهم بعض اللصوص لسرقتهم ...
ويدور الحوار التالى :
الأب مخاطباً زوجته : يلا بسرعة يا أم محمود عاوزين نلحق المحلات قبل ما تقفل .
الأم : حاضر يا أبو محمود معلهشى استحملنى شوية أنا ماشية براحتى علشان البنت الصغيرة " لبنى " .
الأب : ماشى ولا يهمك .
الأم : بس خليك ماسك الواد محمود فى إيدك علشان العربيات والزحمة .
الأب : ههههههههههههه زحمة إيه يا أم محمود إنتى مش شايفة إننا مشيين فى شارع مفهوش حد أهوه وكمان ضلمة .
" وأثناء حديثهما يخرج عليهما لصان من الشباب ...... اللص الأول يخرج من جيبه مطواه قرن غزال ويضعها فى جانب أبو محمود ويقول له : أى حركة هغزها فى جنبك .
اللص الثانى : ولا كلمة وطلع اللى معاك .
أم محمود : إيه فى إيه ؟؟!! .... ويصرخ محمود ولبنى .
اللص الأول : بس ياوليه إنتى وعيالك مش عاوز ولا نفس .
أبو محمود : حرام عليك يا ابنى دا أنا رايح أشترى للأولاد لبس المدارس وربنا أعلم أنا جمعت المبلغ ده إزاى .
اللص الثانى : بس ياراجل يامغفل مش عاوز كتر كلام .
أم محمود : أستغفر الله العظيم إحنا عملنا إيه فى دنيتنا ياربى علشان يحصل معانا كده .
اللص الأول : بس إخرسى خالص وإلا هسكتك للأبد .
الأم : يعنى مفيش حد يغيتنا وينقذنا من الناس دول .
اللص الأول : مفيش حد هينقذكم من إيدينا ... إدونا الفلوس وخلونا نمشى لحسن نخلص لكم على حد من العيال دول .
الأم : إديهم اللى معاك يا أبو محمود وأمرنا لله .
الأب : أسف عمرى ما هستجيب لهم أبداً .
اللص الثانى : يبقى حكمت على نفسك بالموت .
الأب : أموت راجل شجاع أحسن ما أموت جبان .
" وإذا بهم وهم يتحاورون تمر سيارة فى الطريق فتصرخ الأم منادية عليها فتتوقف وينزل منها شاب طول بعرض شاهراً مسدسه فى وجه اللصوص قائلاً لهم : ولا حركة أى حد هيتحرك هضرب فى المليان .
" وإذا به ضابط شرطة يرتدى زياً ملكياً "
فلم يتحرك اللصان ولا حركة ويقفان مرعوبان ... وإذا بهما يبكيان قائلان : والله يابيه عمرنا ما سرقنا حد بس الظروف اللى حكمت علينا بكدة .
الضابط : يعنى أى حد عند ظروف يشتغل حرامى ويروع ويرعب الناس كده .
اللص الأول : أبداً يابيه أنا حكايتى لها العجب ... أنا يابيه كنت فى المدرسة وكان ليه بيت وأسرة ولكن والدتى ماتت وأبويه إتجوز بعد أمى ست شرانية شريرة فكانت بتأذينى وتضربنى أنا وأختى الصغيرة ولما أجى أشتكى لأبويه يضربنى ويطلع الغلط عليا أنا وفى النهاية طردنى من البيت ونمت فى الشوارع واتعرفت على صديقى ده اللى حكايته شبه حكايتى وبقالنا كذا يوم ما أكلناش ولا لقمة .
اللص الثانى : أيوه والله يابيه إحنا مش حرامية ولا أولاد شوارع بس أنا كمان حكايتى عجيبة ..... أبويه وأمى ماتوا وسابوا شركة كبيرة ومصنع للورق ، لكن عمى طمع فيهم وطردنى فى الشارع علشان ياخد كل حاجة ... ومش لاقى حد يجيبلى حقى يابيه ..... ويبكى .
الضابط : كل اللى قولتوه ده مش مبرر إنكم تثبتوا إنسان برئ فى الشارع علشان تاخدوا فلوسه كان من الواجب إنكم تبحثوا عن شغل أو أى حاجة تعملوها علشان تاكلوا منها عيش ، لكن على كل حال أنا مش هاخدكم على القسم علشان مش أضيع مستقبلكم ولكن كل اللى هقدر أعمله لكم إنى هاجى معاكم وأجيب لكم حقكم .
الوالد والوالدة فى نفس واحد : وإحنا معاك يابيه وكمان مسامحينهم ولازم نقف معاهم علشان يكونوا مواطنين صالحين علشان البلد فى الظروف اللى بتمر بيها دى مش ناقصة ولازم نكون إيد واحدة ونحبها ونحافظ عليها ونقف ضد أى مجرم أو إرهابى عاوز يخربها أو يدمرها ... تمت  .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق