الاثنين، 14 نوفمبر 2016

مسرحية حكاية شهيد للكاتب الشيخ محمد شرف الدين الكراديسي



 مسرحية حكاية 
شـــــــــهيد
للأديب الشامل الشيخ محمد شرف
**************
الشخصيات
******

1-            الأم .. أم الشهيد
2-            سهام .. زوجة الشهيد 
3-            جيجى .. ابنة الشهيد
4-            سها .. صديقة سهام
5-            إلهام .. صديقة سهام
6-            علا .. صديقة سهام
7-            منى .. أخت سهام
8-            الضابط شريف .. الشهيد
9-            العميد سويلم .. قائد الكتيبة
10-     الضابط أحمد .. زميل الشهيد
11-     الضابط سيد .. زميل الشهيد



يفتح الستار " شقة متوسطة الحال بها أثاث متواضع ، لكن سكانها شاكرين لله حامدين راضين بما قسمه الله لهم ، ويوجد بالصالة الأم وزوجة الإبن والبنت الصغيرة " جيجى " وسها وإلهام وعلا " صديقات سهام حضرن جميعاً لمشاركة سهام عيد ميلاد ابنتها الصغيرة ، ويدور بينهن هذا الحوار " .
الأم : متشكرين ياجماعة عقبال ما نجيلكم فى الأفراح والمسرات .
سهام : دول أعز صحباتى ياماما من أيام الدراسة .
الأم : ربنا يبارك فيهم  يابنتى .
سها : كل سنة وإنتى طيبة ياجيجى .
جيجى : وحضرتك طيبة ياطنط .
إلهام : والله ملكيش حق ياسهام تحتفلى بعيد ميلاد بنتك الوحيدة وباباها مش موجود ، مش عارفة تستنيه .
سهام : والله اتصلت عليه بس لقيته مشغول خالص وإنتى عارفة المأموريات والإرهاب وعمايله .
علا : والله ما عارفه إيه اللى حصل والناس دول طلعوا علينا منين .
سها : بعيد عنك كره ومأصل .
علا : بيكرهوا مصر .. طبعاً عشان أحسن منهم
سها : ربنا يحميها ويأيدها بنصره .
سهام : اللهم أمين .
الأم : عارفة ياسهام
سهام : عارفه إيه ياماما
الأم : جوزك شريف طول عمره حتى وهو صغير كنت دايماً أحببه فى مصر وأقوله : مصر دى ياشريف كل حياتنا اللى راحت واللى جايه ، لدرجة إنه كان وهو صغير أى حد يسأله : عاوز تكون إيه ، فيرد ويقول عاوز أكون ظابط علشان أحمى بلدى .
سهام : أكيد ياماما .. أنا عارفة إنك ربتيه أحسن تربية بعد وفاة عمى الله يرحمه .
الأم : على فكرة ياسهام ، عمك توفى وكان سنى 23 سنة ومخلفتش غير شريف ، وكان شريف عنده ساعتها 3 سنين ، وبالرغم من كده كنت صغيرة وحلوة ورفضت كل اللى اتقدموا للزواج منى علشان وهبت حياتى لإبنى وبس .
سهام : ربنا يخليكى لنا ياماما .
الأم : ويخليلك زوجك ياحبيبة ماما .
جيجى : يارب ياتيته .
الأم : يارب ياروح تيته .
سها : طيب ياجماعة نستأذن احنا وكل سنة وإنتى طيبة ياروحى .
الأم : شرفتونا ياجماعة ومع ألف سلامة .
***** الجبهة شريف مع القائد وزملائه *****
شريف : ياافندم اللى بيحصل ده زاد عن حده وما يتسكتش عليه أبداً ، هيفضلوا يخربوا فى البلد كده ويموتوا زمايلنا ، والله حرام يا افندم .
القائد : ياشريف اصبر يومهم جاى ، وكمان القيادة العليا كل شويه بتعمل غارات على مواقعهم وبتدمرها وبتقتل منهم كتير .
شريف : بس لازم يكون لنا دور أكبر من كده ياافندم .
القائد : أنا مقدر حماسك ياشريف بس إحنا مش بنتحرك بمزاجنا ولكن بناءً على أوامر وتعليمات عليا .
شريف : الحثالة دول لازم ننهى عليهم يا افندم .
الضابط أحمد : ولازم ناخد بتار زملائنا الشهداء .
الضابط سيد : عمرى ما هنسى الشهيد اسماعيل وهو واخد رصاصة فى دماغه والدم بينزف منه ، تعرف يا افندم كان أخر طلب له إيه ؟
القائد : إيه ياسيد ؟
الضابط سيد : كان الدم بيجرى منه على رمال سيناء وبيرويها وهو فى النفس الأخير وبالرغم من كده مكنش بيفكر فى بيته ولا فى عياله ولكن كان بيقولى ياسيد حافظ على مصر وافديها بروحك وبدمك ومتسبهاش للأوغاد دول .
القائد : الله يرحمه كان راجل بمعنى الكلمة .
الضابط أحمد : الغريب يا افندم إننا لما روحنا نبلغ أهله والده ووالدته كانوا صابرين محتسبين مؤمنين وما نزلتش من عنيهم دمعة واحدة ، ووالدته قالت ابنى شهيد ومش هاخد عزاه إلا بعد ما نخلص من الزبالة دول .
شريف : الله يرحمك يا اسماعيل .
*** البيت ****
الأم : شوفتى النشرة النهاردة ياسهام .
سهام : أيوه ياماما شوفتها .
الأم : شوفتى الشهيد البطل اللى النهاردة استشهد وهوه بيفكك قنبلة وضعوها الإرهابيين قدام مدرسة أطفال .
سهام : شوفته ياماما .. ضحى بحياته علشان خاطر كل الأطفال ، بس أنا بسأل إيه ذنبه وذنب مراته وعياله .. إيه ذنبهم .
الأم : ده ابتلاء من ربنا يابنتى ولازم نصبر ونتحمل لحد ما تزول الغمة دى ، بس الريس طلع وقال عمرى ما هفرط فى حق أى شهيد ولازم ناخد بتارهم من كل ارهابى جبان .
سهام : ربنا يصبر أمه ومراته وأولاده ياماما .
الأم : يارب يابنتى .
 جيجى : ياتيته يعنى إيه شهيد ؟
الأم : الشهيد يابنتى يعنى واحد بطل ضحى بعمره وبدمه وبشبابه وبعياله وببيته علشان خاطر بلده .
 جيجى : يعنى الشهيد ده ياتيته هيدخل الجنة عند ربنا .
الأم : دا مش كده وبس ياحبيبتى ، دا كمان هيشفع لسبعين من عيلته وقرايبه علشان يدخلوا الجنة معاه .
 جيجى : يعنى الشهيد دا ياتيته مات وخلاص .
الأم : الشهيد مش بيموت يابنتى دا ربنا بيقول فى كتابه العزيز .. بسم الله الرحمن الرحيم " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " صدق الله العظيم .
 جيجى : ويعنى إيه مصر ياتيته .
الأم : مصر دى حياتنا وعمرنا وبلدنا اللى عايشين فيها ولولاها علينا لكنا ضعنا ومعرفناش لنا شط نرسى عليه ، وكمان يابنتى ربنا كرمها وذكرها فى القرآن كذا مرة ودعا لأهلها وجيشها بالخير ليوم الدين .
 جيجى : ومصر بلدنا دى ياتيته موجودة من زمان .
الأم : طبعاً يابنتى .
 جيجى : يعنى من إمتى كده ؟
سهام : خلاص يابنتى ما تدوشيش تيته .
الأم : لا ياسهام سبيها لازم تعرف كل حاجة عن بلدها اللى عايشة على أرضها وبتاكل من خيرها ، ياسهام لازم نزرع حب الوطن فى قلوب ولادنا من صغرهم ، بصى يابنتى مصر دى موجودة من زمان خالص يعنى حضارتها أكتر من 7 ألاف سنة .
سهام : أمال الإسلام دخل مصر إمتى " وتضحك ضحكة منخفضة " معلشى ياماما دايماً بنتعلم منك .
الأم : إنتى ناسية إنى كنت مدرسة ، وبحب أتسئل وأجاوب ، بصوا يا أولاد .. مصر عرفت الإسلام فى عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لما بعت رسوله برساله للمقوقس عظيم مصر يدعوه للإسلام ، وكان المقوقس ملك عادل واحترم الرسالة وحاملها وأرسل مع الرسول هدايا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عبارة عن بغلة اسمها دلدل وعسل نحل من بنها وجاريتين جميلتين الأولى اسمها سيرين زوجها الرسول لشاعره حسان بن ثابت والتانية اسمها مارية وتزوجها الرسول وأنجب منها ابنه ابراهيم ، ولكن انتشر الإسلام فى مصر لما عمرو بن العاص فتحها فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب وكمان بنى فيها مسجده الشهير " مسجد عمرو بن العاص " فدخل ناس كتير الإسلام وتحولت مصر من دولة قبطية إلى دولة اسلامية .
سهام : تمام ياماما .. الله ينور عليكى .
الأم : تعيشى يابنتى .
**** الجبهة ****
القائد : بصوا يا أبطال .. الليلة فى عملية خطيرة لازم ننفذها قبل صلاة الفجر .
شريف : خير يا افندم .
القائد : شوية أوباش من عناصر بيت المقدس وداعش اتسللوا ودخلوا من الأنفاق ووصلوا سينا .
الضابط أحمد : وإيه الخطر اللى بيمثلوه يا افندم علينا .
القائد : خطر كبير يا أحمد عاوزين يفجروا الكتيبة بتاعتنا .
الضابط سيد : يانهار أبوهم زى وشهم .
القائد : علشان كده لازم ننهى عليهم ونتغدى بيهم قبل ما يتعشوا بينا .
شريف : أمرك يا افندم .. شوف سيادتك عاوز إيه واحنا تحت أمرك ورهن اشارتك .
القائد : بص ياشريف إنت هتبقى قائد العملية دى .. إنتوا هتسللوا بالليل لحد ما توصلوا للسكن اللى مستخبيين فيه وتنقضوا عليهم وتخلصوا منهم .
شريف : تمام يا افندم .
القائد : وبعدين ترجعوا مواقعكم قبل صلاة الفجر .. يلا ربنا يوفقكم يا أبطال .
**** البيت ****
الأم : إزيك يامنى .
منى : الله يسلمك ياطنط .
الأم : والله معزتك عندى من معزة أختك سهام وأكتر كمان .
منى : ربنا يبارك لنا فى عمرك ياطنط .
الأم : تسلميلى ياروحى ، أمال بابا وماما عاملين إيه .
منى : ماما بخير والحمد لله ، لكن بابا تعبان شويه وباعتنى آخد سهام وجيجى عاوز يشوفهم .
سهام : إيه رأيك ياماما .
الأم : وماله يابنتى وسلميلى عليه وقوليله لما شريف ييجى بالسلامة هيجيب مامته وييجوا يشوفوك .
سهام : شكراً ياماما وربنا ما يحرمنى منك أبداً .
الأم : ولا منك ياسهام ، ياغالية يامرات الغالى .
سهام ومنى: السلام عليكم  .
الأم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته  .

**** الجبهة ****
الضابط سيد : يا افندم .. يا افندم .
القائد : فيه إيه ياسيد .. إيه اللى حصل .
الضابط سيد : شريف باشا يا افندم ، شريف باشا يا افندم .
القائد : ماله ياسيد ، انطق قول .
الضابط سيد : استشهد يا افندم .. استشهد يا افندم .
القائد : لا حول ولا قوة إلا بالله .
الضابط أحمد : كان راجل وبطل هوه اللى خلص على الأوغاد لوحده ، لكن للأسف كان فى واحد منهم مستخبى وظهر فاجئة وقتل الظابط شريف .. لكن ربنا قدرنى ونهيت عليه .
القائد : وجثمان شريف عرفتوا تجبوه .
الضابط سيد : طبعاً يا افندم شيلته على ضهرى حوالى 5 كيلو .
القائد : يلا علشان نبلغ أهله
الضابط سيد : حاضر يا افندم .
**** البيت ****
الجرس يرن ...
الأم : حاضر أنا جايه أهوه .
الضابط سيد : السلام عليكم يا أمى .
الأم : وعليكم السلام يا إبنى .. اتفضل .
الضابط سيد : يزيد فضلك يا ماما .
سهام : خير ياكابتن سيد فى حاجة حصلت ولا إيه .
الأم : خير يا إبنى .. أمال فين شريف .
الضابط سيد : شريف باشا .. شريف باشا .
الأم : ماله يا ابنى .
الضابط سيد : شريف باشا كان راجل ونعم الرجال ، استشهد يا افندم .
" فتصرخ سهام صرخة عالية والأم لا تنطق وتنظر إليه فى سكون وصمت وتسقط على الأرض مغشياً عليها ، وتحاول سهام تحريكها والبنت تصرخ بجوارها فلا تحرك ساكناً .
الضابط سيد : " يحاول تحريك الأم المسكينة فلا تتحرك فينظر لسهام وهى منهارة ويقول لها ... للأسف الحاجة مقدرتش تستحمل الخبر وتوفت فى الحال الله يرحمها "
فتصرخ سهام صرخة عالية مدوية فى أرجاء المسرح وتنكب على الأم وتحتضنها .
ويسدل الستار .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق