الأحد، 11 يناير 2015

صباح الخير ياأميرتى قصة قصيرة للأديب الشامل الشيخ محمد شرف



صباح الخير يا أميرتى
جاءت الأميرة وهى ممتطية جوادها الأبيض ووقفت على باب بيته وقالت له : رأيتك فى منامى بأنك فارس أحلامى وسأتحدى كل العالم لأعيش معك وبجوارك ، نظر إليها الشاب الفقير مبتسماً قائلاً لها : سيدتى ما أنا إلا شاب فقير يكمل عشاءه نوماً وأنتِ أميرتى وسيدتى فأين أنا منكِ ؟!
فقالت له : لا تبالى بذلك وقم وائتى معى إلى قصرى واترك هذا البيت المتهالك المبنى بالطوب اللبن والمعروش بالجريد  والملئ بالحشرات وستعيش معى فى قصرى فى رفاهية وهناء ، وعلى الفور خرج معها الشاب الفقير وذهبا إلى قصر الأميرة ودخلا القصر دون أن يراهما أحد ، وقامت بإحضار ملابس نظيفة جميلة له وأمرته بارتدائها ، فارتداها وكان الشاب مع شدة فقره وسيماً جميلاً .
وفى الصباح أخبرت أباها بما رأته فى منامها فاعترض والدها على فكرتها أشد الإعتراض ، وقال لها : كيف يتسنى لأميرة ابنة أمراء وملوك بأن تربط مصيرها بهذا الشاب الفقير ، فقالت له : ياوالدى القلب وما يريد ، ودخلت به وعاشا حياة هنيئة سعيدة .
وأصبح الشاب الفقير أميراً ، له كلمته ولكنه كان كل يوم فى الصباح ينزل من قصره ليتفقد أحوال الفلاحين والفقراء البسطاء الذى لم ينسى يوماً أنه كان منهم وكان دائم العطف عليهم محباً ومعطاءً لهم .
ولما علمت الأميرة بذلك غضبت غضباً شديداً وقالت له : لماذا تحاول الإقتراب من هؤلاء الفقراء ؟! ، فأنت أمير زوج أميرة وما هم إلا خدم لنا يفعلون ما نأمرهم به .
فقال لها :  يا أميرتى الجميلة فلتعلمى أنى منهم ولا أستطيع أن أبتعد عنهم ، فكانت نقطة خلاف بينهما .
وحاولت الأميرة أن تبعده عنهم بكل ما تستطيع من حيل وقوة ولكنه كان رافضاً لذلك .
وعلم أباها بما حدث فقال لها : لقد سبق ونصحتك ولم تستجيبى لنصحى فانظرى ما تفعلين معه .
وكان الشاب قادماً واستمع لحديثهما ، وإذا به يسمع الأميرة تقول لوالدها : أعتقد أنى أخطأت فى اختيارى وسرت وراء نزواتى وشهواتى ولكن من السهل أن أصلح ما تم اتلافه ، فحزن الشاب حزناً شديداً وذهب إلى حجرته لينام .
وفى الصباح وجد من يوقظه بشدة وعنف ، فاستيقظ من نومه فزعاً مذعوراً وفى قرارة نفسه أن الأميرة هى التى توقظه لتلقى به فى الشارع وليذهب إلى من يحبهم ويدافع عنهم من الفقراء والمحتاجين ، ولكنه استيقظ وأخذ يفرك فى عينيه بيديه وهو لا يكاد يصدق ما يراه ، فلقد وجد أن أمه هى التى توقظه ووجد نفسه فى حجرته المتواضعه وسريره المتواضع وثيابه البالية المتهالكة ووجد أمه تقول له : استيقظ يابنى فلقد نشرت الشمس أشعتها فغطت بقاع الأرض بأكملها فاستيقظ لتسعى على رزقك ومعاشك ، فنظر لأمه مبتسماً قائلاً لها : صباح الخير يا أميرتى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق